بينهم وتحاسدا على حظوظ الدنيا والرياسة . وقيل : هم النصارى واختلافهم في أمر عيسى بعد ما جاءهم العلم أنه عبد الله ورسوله . ينهم وتحاسدا على حظوظ الدنيا والرياسة . وقيل : هم النصارى واختلافهم في أمر عيسى بعد ما جاءهم العلم أنه عبد الله ورسوله .
" فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين ءأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد " " فإن حاجوك " فإن جادلوك في الدين " فقل أسلمت وجهي لله " أي أخلصت نفسي وجملتي لله وحده لم أجعفل فيها لغيره شريكا بأن أعبده وأدعوه إلها معه ؛ يعني أن ديني التوحيد وهو الدين القيم الذي ثبتت عندكم صحته كما ثبتت عندي وما جئت بشيء بديع حتى تجادلوني فيه . ونحوه " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا " آل عمران : 64 ، فهو دفع للمحاجة بأن ما هو عليه ومن معه من المؤمنين هو حق اليقين الذي لا لبس فيه ؛ فما معنى المحاجة فيه ؟ " ومن اتبعن " عطف على التاء في أسلمت وحسن للفاصل . ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع فيكون مفعولا معه " وقل للذين أوتوا الكتاب " من اليهود والنصارى " والأميين " والذين لا كتاب لهم من مشركي العرب " ءأسلمتم " يعني أنه قد أتاكم من البينات ما يوجب الإسلام ويقتضي حصوله لا محالة ؛ فهل أسلمتم أم أنتم بعد على كفركم ؟ وهذا كقولك لمن لخصت له المسألة ولم تبق من طرق البيان والكشف طريقا إلا سلكته : هل فهمتها لا أم لك ومنه قوله عز وعلا " فهل أنتم منتهون " المائدة : 91 ، بعد ما ذكر الصوارف عن الخمر والميسر . وفي هذا الاستفهام استقصار وتعيير بالمعاندة وقلة الإنصاف لأن المنصف إذا تجلت له الحجة لم يتوقف إذعانه للحق وللمعاند بعد تجلي الحجة ما يضرب أسدادا بينه وبين الإذعان وكذلك في : هل فهمتها ؟ توبيخ بالبلادة وكلة القريحة . وفي " فهل أنتم منتهون " المائدة : 91 ، بالتقاعد عن الانتهاء والحرص الشديد على تعاطي المنهي عنه " فإن أسلموا فقد اهتدوا " فقد نفعوا أنفسهم حيث خرجوا من الضلال إلى الهدى ومن الظلمة إلى النور " وإن تولوا " لم يضروك فإنك رسول منبه عليك أن تبلغ الرسالة وتنبه على طريق الهدى .
" إن الذين كفروا بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين " قرأ الحسن : يقتلون النبيين وقرأ حمزة : ويقاتلون الذين يأمرون وقرأ عبد الله : وقاتلوا وقرأ أبي : يقتلون النبيين والذين يأمرون . وهم أهل الكتاب . قتل أولوهم الأنبياء وقتلوا أتباعهم وهم راضون بما فعلوا وكانوا حول قتل رسول الله A والمؤمنين لولا عصمة الله . وعن أبي عبيدة بن الجراح : قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة ؟ قال : " رجل قتل نبيا ؛ أو رجلا أمر بمعروف ونهى عن منكر " ثم قرأها ثم قال : " يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار في ساعة واحدة فقام مائة واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا قتلتهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا في آخر النهار " " في الدنيا والآخرة " لأن لهم اللعنة والخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة . فإن قلت : لم دخلت الفاء في خبر إن ؟ قلت : لتضمن اسمها معنى الجزاء كأنه قيل : الذين يكفرون فبشرهم بمعنى من يكفر فبشرهم وإن لا تغير معنى الابتداء فكأن دخولها كلا دخول ولو كان مكانها ليت أو لعل لامتنع إدخال الفاء لتغير معنى الابتداء .
" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " " أوتوا نصيبا من الكتاب " يريد أحبار اليهود وأنهم حصلوا نصيبا وافرا من التوراة . و من إما للتبعيض وإما للبيان أو حصلوا من جنس الكتب المنزلة أو من اللوح التوراة وهي نصيب عظيم " يدعون إلى كتاب الله " وهو التوراة " ليحكم بينهم " وذلك