خبالا " آل عمران : 118 فإن قلت : كيف أورد جواب الشرط مضاعفا مثله ثم قال " وودوا " بلفظ الماضي ؟ قلت : الماضي وإن كان يجري في باب الشرط مجرى المضارع في علم الإعراب فإن فيه نكتة كأنه قيل : وودوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم يعني : أنهم يريدون أن يلحقوا بكم مضار الدنيا والدين جميعا : من قتل الأنفس وتمزيق الأعراض وردكم كفارا أسبق المضار عندهم وأولها ؛ لعلمهم أن الدين أعز عليكم من أرواحكم لأنكم بذالون لها دونه والعدو أهم شيء عنده أن يقصد أعز شيء عند صاحبه . ا " آل عمران : 118 فإن قلت : كيف أورد جواب الشرط مضاعفا مثله ثم قال " وودوا " بلفظ الماضي ؟ قلت : الماضي وإن كان يجري في باب الشرط مجرى المضارع في علم الإعراب فإن فيه نكتة كأنه قيل : وودوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم يعني : أنهم يريدون أن يلحقوا بكم مضار الدنيا والدين جميعا : من قتل الأنفس وتمزيق الأعراض وردكم كفارا أسبق المضار عندهم وأولها ؛ لعلمهم أن الدين أعز عليكم من أرواحكم لأنكم بذالون لها دونه والعدو أهم شيء عنده أن يقصد أعز شيء عند صاحبه .
" لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير . " " لن تنفعكم أرحامكم " أي قراباتكم " ولا أولادكم " الذي توالون من أجلهم وتتقربون إليهم محاماة عليهم ثم قال : " يوم القيامة يفصل بينكم " وبين أقاربكم وأولادكم " يوم يفر المرء من أخيه... " عبس : 34 الآية فما لكم ترفضون حق الله مراعاة لحق من يفر منكم غدا : خطأ رأيهم في موالاة الكفار بما يرجع إلى حال من اقتضى تلك المولاة ثانيا ؛ ليريهم أن ما أقدموا عليه من أي جهة نظرت فيه وجدته باطلا . وقرئ : " يفصل ويفصل " على البناء للمفعول . ويفصل ويفصل على البناء للفاعل وهو الله عز وجل . ونفصل ونفصل بالنون .
" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير . ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم . " وقرئ : " أسوة وإسوة " وهو اسم المؤتسى به أي كان فيهم مذهب حسن مرضي بأن يؤتسى به ويتبع أثره وهو قولهم لكفار قومهم ما قالوا حيث كاشفوهم بالعدوة وقشروا لهم العصا وأظهروا البغضاء والمقت وصرحوا بأن سبب عداوتهم وبغضائهم ليس إلا كفرهم بالله ؛ وما دام هذا السبب قائما كانت العداوة قائمة حتى إن أزالوه وآمنوا بالله وحده انقلبت العداوة موالاة والبغضاء محبة والمقت مقة فأفصحوا عن محض الإخلاص . ومعنى " كفرنا بكم " وبما تعبدون من دون الله : أنا لا نعتد بشأنكم ولا بشأن آلهتكم وما أنتم عندنا على شيء . فإن قلت : مم استثني قوله : " إلا قول إبراهيم " ؟ قلت : منقوله : " أسوة حسنة " لأنه أراد بالأسوة الحسنة : قولهم الذي حق عليهم أن يأتسوا به ويتخذونه سنة يستنون بها . فإن قلت : فإن كان قوله " لأستغفرن لك " مستثنى من القول الذي هو أسوة حسنة فما بال قوله : " وما أملك من الله من شيء " وهو غير حقيق بالاستثناء . ألا ترى إلى قوله " قل فمن يملك من الله شيئا " المائدة : 17 قلت : أراد استثناء جملة قوله لأبيه والقصد إلى موعد الاستغفار له وما بعده مبني عليه وتابع له كأنه قال : أنا أستغفر لك وما في طاقتي إلا الاستغفار . فإن قلت : بم اتصل قوله : " ربنا عليك توكلنا " ؟ قلت : بما قبل الاستثناء وهو من جملة الأسوة الحسنة . ويجوز أن يكون المعنى : قولوا ربنا أمرا من الله تعالى للمؤمنين بأن يقولوه وتعليما منه لهم تتميما لما وصاهم به من قطع العلائق بينهم وبين الكفار والائتساء بإبراهيم وقومه في البراءة منهم وتنبيها على الإنابة إلى الله والاستعاذة به من فتنة أهل الكفر والاستغفار مما فرط منهم . وقرئ : " برآء " شركاء . وبراء على إبدال الضم من الكسر كرخال ورباب . وبراء على الوصف بالمصدر . والبراء والبراءة كالظماء والظماءة .
" لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد . "