1139 - أن سلمة بن صخر البياضي قال لرسول الله A : ظاهرت من امرأتي ثم أبصرت خلخالها في ليلة قمراء فواقعتها فقال E : " استغفر ربك ولا تعد حتى تكفر " فإن قلت : أي رقبة تجزئ في كفارة الظهار ؟ قلت : المسلمة والكافرة جميعا لأنها في الآية مطلقة . وعند الشافعي لا تجزي إلا المؤمنة . لقوله تعالى في كفارة القتل : " فتحرير رقبة مؤمنة " النساء : 92 ولا تجزى أم الولد والمدبر والمكاتب الذي أدى شيئا فإن لم يؤد شيئا جاز . وعند الشافعي : لا يجوز : فإن قلت : فإن أعتق بعض الرقبة أو صام بعض الصيام ثم مس ؟ قلت : عليه أن يستأنف - نهارا مس - أو ليلا - ناسيا أو عامدا - عند أبي حنيفة وعند أبي يوسف ومحمد : عتق بعض الرقبة عتق كلها فيجزيه وإن كان المس يفسد الصوم استقبل وإلا بنى . فإن قلت : كم يعطي المسكين في الإطعام ؟ قلت : نصف صاع من بر أو صاع من غيره عند أبي حنيفة وعند الشافعي مدا من طعام بلده الذي يقتات فيه . فإن قلت : ما بال التماس لك يذكر عند الكفارة بالإطعام كما ذكره عند الكفارتين ؟ قلت : اختلف في ذلك فعند أبي حنيفة : أنه لا فرق بين الكفارات الثلاث في وجوب تقديمها على المساس وإنما ترك ذكره عند الإطعام دلالة على أنه إذا وجد في خلال الإطعام لم يستأنف كما يستأنف الصوم إذا وقع في خلاله . وعند غيره : لم يذكر للدلالة على أن التفكير قبله وبعده سواء . فإن قلت : الضمير في أن يتماسا إلام يرجع ؟ قلت : إلى ما دل عليه الكلام من المظاهر والمظاهر منها " ذلك " البيان والتعليم للأحكام والتنبيه عليها لتصدقوا " بالله ورسوله " في العمل بشرائعه التي شرعها من الظهار وغيره ورفض ما كنتم عليه في جاهليتكم " وتلك حدود الله " التي لا يجوز تعديلها " وللكافرين " الذين لا يتبعونها ولا يعملون عليها " عذاب أليم " .
" إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا أيات بينات وللكافرين عذاب مهين . يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد . " " يحادون " يعادون ويشاقون " كبتوا " أخزوا وأهلكوا " كما كبت " من قبلهم من أعداء الرسل . قيل : أريد كبتهم يوم الخندق " وقد أنزلنا أيات بينات " تدل على صدق الرسول وصحة ما جاء به " وللكافرين " بهذه الآيات " عذاب مهين " يذهب بعزهم وكبرهم " يوم يبعثهم " منصوب بلهم . أو بمهين . أو بإضمار اذكر تعظيما لليوم " جميعا " كلهم لا يترك منهم أحد غير مبعوث . أو مجتمعين في حال واحدة كما تقول : حي جميع " فينبئهم بما عملوا " تخجيلا لهم وتوبيخا وتشهيرا بحالهم يتمنون عنده المسارعة بهم إلى النار لما يلحقهم من الخزى على رؤوس الأشهاد " أحصاه الله " أحاط به عددا لم يفته منه شيء " ونسوه " لأنهم تهاونوا به حين ارتكبوه لم يبالوا به لضراوتهم بالمعاصي وإنما تحفظ معظمات الأمور .
" ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم . "