1133 - أن رسول الله A بعث جعفرا Bه في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم جعفر عليه فدعاه فاستجاب له فقال ناس ممن آمن من أهل مملكته وهم أربعون رجلا . ائذن لنا في الوفادة على رسول الله A فأذن لهم فقدموا مع جعفر وقد تهيأ لوقعة أحد فلما رأوا ما بالمسلمين من خصاصة : استأذنوا رسول الله A فرجعوا وقدموا بأموال لهم فآسوا بها المسلمين فأنزل الله " الذين آتيناهم الكتاب... " البقرة : 121 إلى قوله : " ... . ومما رزقناهم ينفقون " البقرة : 3 فلما سمع من لم يؤمن من أهل الكتاب قوله : " يؤتون أجرهم مرتين " القصص : 54 فخروا على المسلمين وقالوا : أما من آمن بكتابكم وكتابنا فله أجره مرتين وأما من لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجركم فما فضلكم علينا ؟ فنزلت . وروي أن مؤمني أهل الكتاب افتخروا على غيرهم من المؤمنين بأنهم يؤتون أجرهم مرتين وادعوا الفضل عليهم فنزلت . وقرئ : " لكي يعلم " و " لكيلا يعلم " . و " ليعلم " . و " لأن يعلم " ؛ بإدغام النون في الياء . و " لين يعلم " . بقلب الهمزة ياء وإدغام النون في الياء . وعن الحسن : " ليلا يعلم " بفتح اللام وسكون الياء . ورواه قطرب بكسر اللام . وقيل : في وجهها : حذفت همزة أن وأدغمت نونها في لام لا ؛ فصار " للا " ثم أبدلت من اللام المدغمة ياء كقولهم : ديوان وقيراط . ومن فتح اللام فعلى أن أصل لام الجر الفتح كما انشد : أريد لأنسى ذكرها .
وقرئ : " أن لا يقدروا " " بيد الله " في ملكه وتصرفه . واليد مثل " يؤتيه من يشاء " ولا يشاء إلا إيتاء من يستحقه . عن رسول الله A : 1134 " من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسوله " .
سورة المجادلة .
مدنية وآياتها 22 .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" قد سمع الله قول التي تجدلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير . " " قد سمع الله " .
1135 - قالت عائشة Bها : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد كلمت المجادلة رسول الله A في جانب البيت وأنا عنده لا أسمع وقد سمع لها . وعن عمر أنه كان إذا دخلت عليه أكرمها وقال : قد سمع الله لها . وقرئ : " تحاورك " أي : تراجعك الكلام . وتحاولك أي : تسائلك وهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة : 1136 رآها وهي تصلي وكانت حسنة الجسم فلما سلمت راودها فأبت فغضب وكان به خفة ولمم فظاهر منها فأتت رسول الله A فقالت : إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما خلا سني ونثرت بطني - أي : كثر ولدي - جعلني عليه كأمه . وروى : 1137 أنها قالت له : إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا . فقال : ما عندي في أمرك شيء . وروى : 1138 أنه قال لها : حرمت عليه فقالت : يا رسول الله ما ذكر طلاقا وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إلي فقال : حرمت عليه فقالت : أشكو إلى الله فاقتي ووجدي كلما قال رسول الله A : حرمت عليه هتفت وشكت إلى الله فنزلت " في زوجها " في شأنه ومعناه " إن الله سميع بصير " يصح أن يسمع كل مسموع ويبصر كل مبصر . فإن قلت : ما معنى " قد " في قوله : " قد سمع " ؟ قلت : معناه التوقع ؛ لأن رسول الله A والمجادلة كانا يتوقعان أن يسمع الله مجادلتها وشكواها وينزل في ذلك ما يفرج عنها .
" الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللاتي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور . والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير . فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم . "