1099 - " لا صلاة إلى أن ترتفع الشمس مقدار رمحين " . وفي الحديث : 1100 " لقاب قوس أحدكم من الجنة وموضع قده خير من الدنيا وما فيها " والقد : السوط . ويقال : بينهما خطوات يسيرة . قال : وقد جعلتني من حزيمة أصبعا فإن قلت : كيف تقدير قوله : " فكان قاب قوسين " ؟ قلت : تقديره فكان مقدار مسافة قربه مثل قاب قوسين فحذفت هذه المضافات كما قال أبو علي في قوله : وقد جعلتني من حزيمة أصبعا أي : ذا مقدار مسافة أصبع " أو أدنى " أي على تقديركم كقوله تعالى : " أو يزيدون " الصافات : 147 . " إلى عبده " إلى عبد الله وإن لم يجر لاسمه عز وجل ذكر لأنه لا يلبس ؛ كقوله : " على ظهرها " فاطر : 45 . " ما أوحى " تفخيم للوحي الذي أوحي إليه : قيل أوحي إليه " إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى تدخلها وعلى الأمم حتى تدخلها أمتك " " ما كذب " فؤاد محمد A ما رآه ببصره من صورة جبريل عليه السلام أي : ما قال فؤاده لما رآه : لم أعرفك ولو قال ذلك لكان كاذبا لأنه عرفه يعني : أنه رآه بعينه وعرفه بقلبه ولم يشك في أن ما رآه حق وقرئ : " ما كذب " أي صدقه ولم يشك أنه جبريل عليه السلام بصورته " أفتمارونه " من المراء وهو الملاحاة والمجادلة واشتقاقه من مري الناقة كأن كل واحد من المتجادلين يمري ما عند صاحبه . وقرئ : " أفتمرونه " أفتغلبونه في المراء من ماريته فمريته ولما فيه من معنى الغلبة عدى بعلى كما تقول : غلبته على كذا : وقيل : أفتمرونه : أفتجحدونه . وأنشدوا : .
لئن هجوت أخا صدق ومكرمة ... لقد مريت أخا ما كان يمريكا .
وقالوا : يقال مريته حقه إذا جحدته وتعديته بعلى لا تصح إلا على مذهب التضمين " نزلة أخرى " مرة أخرى من النزول نصبت النزلة نصب الظرف الذي هو مرة لأن الفعلة اسم للمرة من الفعل فكانت في حكمها أي : نزل عليه جبريل عليه السلام نزلة اخرى في صورة نفسه فرآه عليها وذلك ليلة المعراج عند سدرة المنتهى . قيل : في سدرة المنتهى : هي شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش : ثمرها كقلال هجر وورقها كآذان الفيول تنبع من أصلها الأنهار التي ذكرها الله فيكتابه يسير الراكب في ظلها سبعين عاما لا يقطعها . والمنتهى : بمعنى موضع الانتهاء أو الانتهاء كأنها في منتهى الجنة وآخرها . وقيل : لم يجاوزها أحد وإليها ينتهي علم الملائكة وغيرهم ولا يعلم أحد ما وراءها . وقيل : تنتهي إليها أرواح الشهداء " جنة المأوى " الجنة التي يصير إليها المتقون : عن الحسن . وقيل : تأوي إليها أرواح الشهداء . وقرأ علي وابن الزبير وجماعة " جنة المأوى " أي سترة بظلاله ودخله فيه . وعنه عائشة : أنها أنكرته وقالت : من قرأ به فأجنه الله " ما يغشى " تعظيم وتكثير لما يغشاها فقد علم بهذه العبارة أن ما يغشاها من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله : أشياء لا يكتنهها النعت ولا يحيط بها الوصف . وقد قيل : يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندها . وعن رسول الله A : 1101 " رأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح الله " . وعنه عليه السلام : 1102 يغشاها رفرف من طير خضر . وعن ابن مسعود وغيره : يغشاها فراش من ذهب " ما زاغ " بصر رسول الله A " وما طغى " أي اثبت ما رآه إثباتا مستقيما صحيحا من غير أن يزيغ بصره عنه أو يتجاوزه أو ما عدل عن رؤية العجائب التي أمر برؤيتها ومكن منها وما طغى : وما جاوز ما أمر برؤيته " لقد رأى " والله لقد رأى " من آيات ربه " الآيات التي هي كبراها وعظماها يعني : حين رقى به إلى السماء فأري عجائب الملكوت .
" أفرءيتم اللات والعزى . ومناة الثالثة الأخرى . ألكم الذكر وله الأنثى . تلك إذا قسمة ضيزى . إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى . "