عن رسول الله A : 1096 " من قرأ سورة الطور كان حقا على الله أن يؤمنه من عذابه وأن ينعمه في جنته " .
سورة النجم .
مكية وآياتها 62 وقيل 61 آية .
بسم اله الرحمن الرحيم .
" والنجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم وما غوى . وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى . علمه شديد القوى . ذو مرة فاستوى . وهو بالأفق الأعلى . ثم دنا فتدلى . فكان قاب قوسين أو أدنى . فأوحى إلى عبده ما أوحى . ما كذب الفؤاد ما رأى . أفتمارونه على ما يرى . ولقد رءاه نزلة أخرى . عند سدرة المنتهى . عندها جنة المأوى . إذ يغشى السدرة ما يغشى . ما زاغ البصر وما طغى . لقد رأى من آيات ربه الكبرى . " النجم : الثريا وهو اسم غالب لها . قال : .
إذا طلع النجم عشاء ... ابتغى الراعي كساء .
أو جنس النجوم . قال : فباتت تعد النجم في مستحيرة يريد النجوم " إذا هوى " إذا غرب أو انتثر يوم القيامة . أو النجم الذي يرجم به إذا هوى : إذا انقض . أو النجم من نجوم القرآن وقد نزل منجما في عشرين سنة إذا هوى : إذا نزل . أو النبات إذا هوى : إذا سقط على الأرض . وعن عروة بن الزبير : 1097 أن عتبة بن لهب وكانت تحته بنت رسول الله A أراد الخروج إلى الشام فقال : لآتين محمدا فلأوذينه ؛ فأتاه فقال : يا محمد هو كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم تفل في وجه رسول الله A ورد عليه ابنته وطلقها فقال رسول الله A : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك وكان أبو طالب حاضرا فوجم لها وقال : ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة ! .
فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم : إن هذه أرض مسبعة فقال أبو لهب لأصحابه : أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني دعوة محمد فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم ؛ وأحدقوا بعتبة فجاء الأسد يتشمم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله . وقال حسان : .
من يرجع العام إلى أهله ... فما أكيل السبع بالراجع .
" ما ضل صاحبكم " يعني محمدا A : والخطاب لقريش وهو جواب القسم والضلال : نقيض الهدى والغي نقيض الرشد أي : هو مهتد راشد وليس كما تزعمون من نسبتكم إياه إلى الضلال والغي وما أتاكم به من القرآن ليس بمنطق يصدر عن هواه ورأيه وإنما هو وحي من عند الله يوحى إليه . ويحتج بهذه الآية من لا يرى الاجتهاد للأنبياء ويجاب بأن الله تعالى إذا سوغ لهم الاجتهاد كان الاجتهاد وما يستند إليه كله وحيا لا نطقا عن الهوى " شديد القوى " ملك شديد قواه والإضافة غير حقيقية لأنها إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها وهو جبريل عليه السلام ومن قوته أنه اقتلع قرى قوم لوط من الماء الأسود وحملها على جناحها ورفعها إلى السماء ثم قلبها وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين وكان هبوطه على الأنبياء وصعوده في أوحى من رجعة الطرف ورأى إبليس يكلم عيسى عليه السلام على بعض عقاب الأرض المقدسة فنفحه بجناحه نفحة فألقاه في أقصى جبل بالهند " ذو مرة " ذو حصافة في عقله ورأيه ومتانة في دينه " فاستوى " فاستقام على صورة نفسه الحقيقة دون الصورة التي كان يتمثل بها كلما هبط بالوحي ؛ وكان ينزل في صورة دحية وذلك : 1098 أن رسول الله A أحب أن يراه في صورته التي جبل عليها فاستوى له في الأفق الأعلى وهو أفق الشمس فملأ الأفق . وقيل : ما رآه أحد من الأنبياء في صورته الحقيقية غير محمد A مرتين : مرة في الأرض ومرة في السماء " ثم دنا " من رسول الله A " فتدلى " فتعلق عليه في الهواء . ومنه : تدلت الثمرة ودلى رجليه من السرير . والدوالي : الثمر المعلق . قال : تدلى عليها بين سب وخيطة ويقال : هو مثل القرلي : إن رأى خيرا تدلى وإن لم يره تولى " قاب قوسين " مقدار قوسين عربيتين : والقاب والقيب ؛ والقاد والقيد والقيس : المقدار . وقرأ زيد بن علي : قاد . وقرئ : " قيد " وقدر . وقد جاء التقدير بالقوس والرمح والسوط والذراع والباع والخطوة والشبر والفتر والأصبع . ومنه :