رحمة وهي تنصر انتصابها بأنها مفعول له " إنه هو السميع العليم " وما بعده تحقيق لربوبيته وأنها لا تحق إلا لمن هذه أوصافه . وقرئ " رب السموات... ربكم ورب آبائكم " بالجر بدلا من ربك . فإن قلت : ما معنى الشرط الذي هو قوله : " إن كنتم موقنين " . قلت : كانوا يقرون بأن للسموات والأرض ربا وخالقا فقيل لهم : إن إرسال الرسل وإنزال الكتب رحمة من الرب ثم قيل : إن هذا الرب هو السميع العليم الذي أنتم مقرون به ومعترفون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما إن كان إقراركم عن علم وإيقان كما تقول : إن هذا إنعام زيد الذي تسامع الناس بكرمه واشتهر وإسخاؤه إن بلغك حديثه وحدثت بقصته . رحمة وهي تنصر انتصابها بأنها مفعول له " إنه هو السميع العليم " وما بعده تحقيق لربوبيته وأنها لا تحق إلا لمن هذه أوصافه . وقرئ " رب السموات... ربكم ورب آبائكم " بالجر بدلا من ربك . فإن قلت : ما معنى الشرط الذي هو قوله : " إن كنتم موقنين " . قلت : كانوا يقرون بأن للسموات والأرض ربا وخالقا فقيل لهم : إن إرسال الرسل وإنزال الكتب رحمة من الرب ثم قيل : إن هذا الرب هو السميع العليم الذي أنتم مقرون به ومعترفون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما إن كان إقراركم عن علم وإيقان كما تقول : إن هذا إنعام زيد الذي تسامع الناس بكرمه واشتهر وإسخاؤه إن بلغك حديثه وحدثت بقصته .
" بل هم في شك يلعبون فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون " .
ثم رد أن يكونوا موقنين بقوله : " بل هم في شك يلعبون " وأن إقرارهم غير صادر عن علم وتيقن ولا عن جد وحقيقة : بل قول مخلوط بهزء ولعب " يوم تأتي السماء " مفعول به مرتقب . يقال : رقبته وارتقبته . نحو : نظرته وانتظرته . واختلف في الدخان فعن علي بن أبي طالب Bه وبه أخذ الحسن : أنه دخان يأتي من السماء قبل يوم القيامة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد منهم كالرأس الحنيذ ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص وعن رسول الله A : " أول الآيات : الدخان والدجال ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر " قال حذيفة : يا رسول الله وما الدخان ؟ فتلا رسول الله A الآية وقال : " يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره " وعن ابن مسعود Bه : خمس قد مضت : الروم والدخان والقمر والبطشة واللزام . ويروى أنه قيل لابن مسعود : إن قاصا عند أبواب كندة يقول : إنه دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ بأنفاس الخلق فقال : من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم فإن من علم الرجل أن يقول لشيء لا يعلمه : الله أعلم ثم قال : ألا وسأحدثكم أن قريشا لما استعصت على رسول الله A دعا عليهم فقال : " اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم وواعدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا فلما كشف عنهم رجعوا إلى شركهم " بدخان مبين " ظاهر حاله لا يشك أحد في أنه دخان " يغشي الناس " يشملهم ويلبسهم وهو في محل الجر صفة لدخان . و " هذا عذاب " إلى قوله : " مؤمنون " منصوب المحل بفعل مضمر وهو : يقولون ويقولون : منصوب على الحال أي : قائلين ذلك . " إنا مؤمنون " موعدة بالإيمان إن كشف عنهم العذاب .
" أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون "