" ترى الظالمين " في الآخرة " مشفقين " خائفين خوفا شديدا أرق قلوبهم " مما كسبوا " من السيئات " وهو واقع بهم " يريد : ووباله واقع بهم وواصل إليهم لا بد لهم منه أشفقوا أو لم يشفقوا . كأن روضة جنة المؤمن أطيب بقعة فيها وأنزهها " عند ربهم " منصوب بالظرف لا بيشاؤون قرئ يبشر من بشره . ويبشر من أبشره . ويبشر من بشره والأصل : ذلك الثواب الذي يبشر الله به عباده فحذف الجار كقوله تعالى : " واختار موسى قومه " الأعراف : 155 ، ثم حذف الراجع إلى الموصول كقوله تعالى : " أهذا الذي بعث الله رسولا " الفرقان : 41 ، أو ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده . روي أنه اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض : أترون محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا . فنزلت الآية : " إلا المودة في القربى " يجوز أن يكون استثناء متصلا أي : لا أسألكم أجرا إلا هذا وهو أن تودوا أهل قرابتي ولم يكن هذا أجرا في الحقيقة لأن قرابته قرابتهم فكانت صلتهم لازمة لهم في المروءة . ويجوز أن يكون منقطعا أي : لا أسألكم أجرا قط ولكنني أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم . فإن قلت : هلا قيل : إلا مودة القربى : أو إلا المودة للقربى . وما معنى قوله : " إلا المودة في القربى " الشورى : 23 ، . قلت : جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها كقولك : ولي في آل فلان مودة . ولي فيهم هوى وحب شديد تريد : أحبهم وهم مكان حبي ومحله وليست في بصلة للمودة كاللام إذا قلت : إلا المودة للقربى . إنما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك : المال في الكيس . وتقديره : إلا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها . والقربى : مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى : قرابة . والمراد في أهل القربى . وروى أنها لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم . قال : " علي وفاطمة وابناهما " ويحل عليه ما روى عن علي Bه : شكوت إلى رسول الله A حسد الناس لي . فقال : " أما ترضى أن تكون رابع أربعة : أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا " وعن النبي A : " حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي . ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة " وروي : أن الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس Bهما : الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله A فأتاهم في مجالسهم فقال : " يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي " . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي " . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " أفلا تجيبونني " . قالوا : ما نقول رسول الله . قال : " ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فأويناك أو لم يكذبوك فصدقناك لم يخذلوك فنصرناك " قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما أيدينا لله ولرسوله . فنزلت الآية . وقال رسول الله A : " من مات على حب آل محمد مات شهيدا ألا ومن مات على حب أل محمد مات مغفورا له ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة " وقيل : لم يكن بطن من بطون قريش إلا وبين رسول الله A وبينهم قربى فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه نزلت . والمعنى : إلا أن تودوني في القربى أي : في حق القربى أو من أجلها كما تقول : الحب في الله والبغض في الله بمعنى : في حقه ومن أجله يعني . أنكم قومي وأحق من أجابني وأطاعني فإذ قد أبيتم ذلك فاحفظوا حق القربى ولا تؤذوني ولا تهيجوا علي . وقيل :