برق سري في بطن وجرة فاهتدت ... بسناه أعناق الركاب الضلل .
البيت الأول في قوله ذلكم الخيال ثقل روح وتطويل وحشو وغيره أصلح له وأخف منه قول الصنوبري .
أهلا بذاك الزور من زور ... شمس بدت في فلك الدور .
وعذوبة الشعر تذهب بزيادة حرف أو نقصان حرف فيصير إلى الكزازة وتعود ملاحته بذلك ملوحة وفصاحته عيا وبراعته تكلفا وسلاسته تعسفا وملاسته تلويا وتعقدا فهذا فصل .
وفيه شيء آخر وهو أن هذا الخطاب إنما يستقيم مهما خوطب به الخيال حال إقباله فأما أن يحكي الحال التي كانت وسلفت على هذه العيادة ففيه عهدة وفي تركيب الكلام عن هذا المعنى عقدة وهو - لبراعته وحذقه في هذه الصنعة - يعلق نحو هذا الكلام ولا ينظر في عواقبه لان ملاحة قوله تغطي على عيون الناظرين فيه نحو هذه الأمور .
ثم قوله .
فعل الذي نهواه أو لم يفعل ... ليست بكلمة رشيقة ولا لفظة ظريفة وإن كانت كسائر الكلام .
فأما بيته الثاني فهو عظيم الموقع في البهجة وبديع المأخذ حسن الرواء أنيق المنظر والمسمع يملأ القلب والفهم ويفرح الخاطر وتسري بشاشته في العروق .
وكان البحتري يسمي نحو هذه الأبيات عروق الذهب وفي نحوه ما يدل على براعته في الصناعة وحذقه في البلاغة .
ومع هذا كله فيه ما نشرحه من الخلل مع الديباجة الحسنة والرونق المليح