ولا يحتج بحديثه في الحلال والحرام ومنهم من قد الصق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال منهم الكذب فهذا يترك حديثه ويطرح روايته ويسقط ولا يشتغل به الصحابة فاما أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلّم فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل وهم الذين اختارهم الله D لصحبه نبيه صلى الله عليه وسلّم ونصرته واقامه دينه وإظهار حقه فرضيهم له صحابه وجعلهم لنا اعلاما وقدوه فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلّم ما بلغهم عن الله D وما سن وشرع وحكم وقضى وندب وامر ونهى وحظر وادب ووعوه واتقنوه ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده بمعاينه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله وتلقفهم منه واستنباطهم عنه فشرفهم الله D بما من عليهم واكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوه فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبه والغمز وسماهم عدول الامة فقال عز ذكره في محكم كتابه وكذلك جعلناكم أمه وسطا لتكونوا شهداء على الناس ففسر النبي صلى الله عليه وسلّم عن الله عز ذكره قوله وسطا قال عدلا فكانوا عدول الامة وائمه الهدى وحجج الدين ونقله الكتاب والسنه وندب الله D الى التمسك بهديهم والجري على منها جهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم فقال ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى الآية