ووجدنا النبي صلى الله عليه وسلّم قد حض على التبليغ عنه في أخبار كثيره ووجدناه يخاطب اصحابه فيها منها ان دعا لهم فقال نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره وقال صلى الله عليه وسلّم في خطبته فليبلغ الشاهد منكم الغائب وقال بلغوا عني ولو ايه وحدثوا عني ولا حرج ثم تفرقت الصحابة Bهم في النواحي والامصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازي والاماره والقضاء والاحكام فبث كل واحد منهم في ناحيه وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول صلى الله عليه وسلّم وحكموا بحكم الله D وامضوا الأمور على ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وافتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن نظائرها من المسائل وجردوا أنفسهم مع تقدمه حسن النيه والقربه الى الله تقدس اسمه لتعليم الناس الفرائض والاحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله D رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين التابعون فخلف بعدهم التابعون الذين اختارهم الله D لاقامه دينه وخصهم بحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه واحكامه وسنن رسوله صلى الله عليه وسلّم واثاره فحفظوا عن صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما نشروه وبثوه من الاحكام والسنن والآثار وسائر ما وصفنا الصحابة به Bهم فاتقنوه وعلموه وفقهوا فيه فكانوا من