حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا أبو بكر بن محمد بن أبي العوام قال : حدثني أبي أحمد بن يزيد بن أبي العوام قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي قال : حدثنا إسماعيل بن خالد عن زر عن عبد الله بن مسعود قال : كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر بن الخطاب : أنشدتكم الله . هل تعلمون أن رسول الله A أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا : اللهم نعم . قال : فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله A فقالوا : كلنا لا تطيب نفسه ونستغفر الله .
وروى إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال : قال عبد الله بن مسعود : اجعلوا إمامكم خيركم فإن رسول الله A جعل إمامنا خيرنا بعده .
وروى الحسن البصري عن قيس بن عبادة قال : قال لي علي بن أبي طالب : إن رسول الله A مرض ليالي وأياما ينادي بالصلاة فيقول : " مروا أبا بكر يصلي بالناس " فلما قبض رسول الله A نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام وقوام الدين فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله A لديننا فبايعنا أبا بكر .
وقد ذكرنا هذا الخبر وكثيرا مثله في معناه عند قول رسول الله A : " مروا ابا بكر فليصل بالناس " وأوضحنا ذلك في التمهيد والحمد لله .
وكان أبو بكر يقول : أنا خليفة رسول الله A وكذلك كان يدعى : يا خليفة رسول الله . وكان عمر يدعى خليفة أبي بكر صدرا من خلافته حتى تسمى بأمير المؤمنين لقصة سنذكرها في بابه إن شاء الله تعالى .
قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن حكم يعرف بابن البغوي أن محمد بن معاوية أخبرهم قال : حدثنا الفضل بن الحباب الجشمي حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة قال : قال رجل لأبي بكر : يا خليفة الله قال : لست بخليفة الله . قال ولكني أنا خليفة رسول الله وأنا راض بذلك .
حدثنا خلف بن قاسم وعلي بن إبراهيم قالا : حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا علي بن سعيد بن نصير أبو كريب حدثنا عبيد بن حسان الصيدلاني حدثنا مسعر بن كدام عن عبد الملك بن مسيرة عن النزال بن سبرة عن علي قال : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر . وروى محمد بن الحنفية وعبد خير وأبو جحيفة عن علي مثله . وكان علي Bه يقول : سبق رسول الله A وثنى أبو بكر وثلث عمر ثم حفتنا فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء .
وقال عبد خير : سمعت عليا يقول : رحم الله أبا بكر كان أول من جمع بين اللوحين .
وروينا عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من وجوه أنه قال : ولينا أبو بكر فخير خليفة أرحمه بنا وأحناه علينا . وقال مسروق : حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة .
وكان أبو بكر رجلا نحيفا أبيض خفيف العارضين أجنأ لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقوبه معروق الوجه غائر العينين ناتىء الجبهة عاري الأشاجع هكذا وصفته ابنته عائشة Bها وبويع له بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله A في سقيفة بني ساعدة ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وفرقة من قريش ثم بايعوه بعد غير سعد . وقيل : إنه لم يتخلف عن بيعته يومئذ أحد من قريش وقيل : إنه تخلف عنه من قريش : علي والزبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص ثم بايعوه بعد وقد قيل : إن عليا لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة ثم لم يزل سامعا مطيعا له يثني عليه ويفضله .
حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا ابن الأعرابي حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا يزيد ابن هارون وأبو قطن وأبو عبادة ويعقوب الحضرمي واللفظ ليزيد قالوا : حدثنا محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم عن الحكم بن جحل قال : قال علي Bه لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري