حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين قال : لما بويع أبو بكر الصديق أبطأ علي عن بيعته وجلس في بيته فبعث إليه أبو بكر ما أبطأ بك عني أكرهت إمارتي فقال علي : ما كرهت إمارتك ولكني آليت ألا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى أجمع القرآن . قال ابن سيرين : فبلغني أنه كتب على تنزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير .
وذكر عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال : لما بويع لأبي بكر تخلف علي عن بيعته وجلس في بيته فلقيه عمر فقال : تخلفت عن بيعة أبي بكر فقال : إني آليت بيمين حين قبض رسول الله A ألا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة المتكوبة حتى أجمع القرآن فإني خشيت أن ينفلت ثم خرج فبايعه . وقد ذكرنا جمع علي القرآن في بابه أيضا من غير هذا الوجه والحمد لله .
وذكر ابن المبارك عن مالك بن مغول عن أبي الخير قال : لما بويع لأبي بكر جاء أبو سفيان بن حرب إلى علي فقال : غلبكم على هذا الأمر أرذل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلا ورجالا قال : فقال علي : ما زلت عدوا للإسلام وأهله فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئا وإنا رأينا أبا بكر لها أهلا وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عن ابن المبارك .
حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن نسير حدثنا عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها عمر فقال : يا بنت رسول الله والله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن . ثم خرج وجاءوها فقالت لهم : إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وايم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي . فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبي بكر .
وحدثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن خالد بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله A تربص ببيعته لأبي بكر شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وقال : يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فاضطغنها عليه فلما بعث أبو بكر خالد بن سعيد أميرا على ربع من أرباع الشام وكان أول من استعمل عليها فجعل عمر يقول : أتؤمره وقد قال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبي سفيان وقال ابن أبي عزة القرشي الجمحي : .
شكرا لمن هو بالثناء خليق ... ذهب اللجاج وبويع الصديق .
من بعد ما ركضت بسعد بغله ... ورجا رجاء دونه العيوق .
جاءت به الأنصار عاصب رأسه ... فأتاهم الصديق والفاروق .
وأبو عبيدة والذين إليهم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق .
كنا نقول لها علي والرضا ... عمر وأولاهم بتلك عتيق .
فدعت قريش باسمه فأجابها ... إن المنوه باسمه الموثوق .
وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا إبراهيم حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الوليد بن كثير عن ابن صياد عن سعيد بن المسيب قال : لما قبض رسول الله A ارتجت مكة فسمع بذلك أبو قحافة فقال : ما هذا قالوا : قبض رسول الله A قال : أمر جلل قال : فمن ولى بعده قالوا : ابنك قال : فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة قالوا : نعم . قال : لا مانع لما أعطى الله ولا معطى لما منعه الله . ومكث أبو بكر في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليال . وقيل : سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال .
وقال ابن إسحاق : توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال