إلى نحو طريقهم ليلا يشعر الناس بهم حتى وصلوا إلى الكهف وأما الكلب فروي أنه كان كلب صيد لبضهم وروي أنهم وجدوا في طريقهم راعيا له كلب فاتبعهم الراعي على رأيهم وذهب الكلب معهم فدخلوا الغار فروت فرقة أن الله سبحانه ضرب على آذانهم عند ذلك لما أراد من سترهم وخفي على أهل المملكة مكانهم وعجب الناس من غرابة فقدهم فأرخوا ذلك ورقموه في لوحين من رصاص أو نحاس وجعلوه على باب المدينة وقيل على الرواية أن الملك بنى باب الغار وأنهم دفنوا ذلك في بناء الملك على الغار وروت فرقة أن الملك لما علم بذهاب الفتية أمر بقص آثارهم إلى باب الغار وأمر بالدخول عليهم فهاب الرجال ذلك فقال له بعض وزرائه الست أيها الملك إن أخرجتهم قتلتهم قال نعم قال فأي قتلة أبلغ من الجوع والعطش ابن عليهم باب الغار ودعهم يموتوا فيه ففعل وقد ضرب الله على آذانهم كما تقدم ثم أخبر الله سبحانه عن الفتية أنهم لما أووا إلى الكهف أي دخلوه وجعلوه مأوى لهم وموضع اعتصام دعووا الله تعالى بأن يؤتيهم من عنده رحمة وهي الرزق فيما ذكره المفسرون وأن يهيء لهم من أمرهم رشدا خلاصا جميلا وهذا الدعاء منهم كان في أمر دنياهم وألفاظهم تقتضي ذلك وقد كانوا على ثقة من رشد الآخرة ورحمتها وينبغي لكل مؤمن أن يجعل دعاءه في أمر دنياه بهذه الآية الكريمة فقط فإنها كافية ويحتمل ذكر الرحمة أن يراد بها أمر الآخرة .
وقوله تعالى فضربنا على ءاذانهم الآية عبارة عن إلقاء الله تعالى النوم عليهم .
وقوله عددا نعت للسنين والقصد به العبارة عن التكثير وقوله لنعلم عبارة عن خروج ذلك الشيء إلى الوجود أي لنعلم ذلك موجودا وإلا فقد كان سبحانه علم أي الحزبين أحصى الأمد والحزبان الفريقان والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم الفتية إذ ظنوا لبثهم قليلا والحزب الثاني هم أهل المدينة