حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا أي ليسوا بعجب من آيات اله أي فلا يعظم ذلك عليك بحسب ما عظمه السائلون فإن سائر آيات الله أعظم من قصتهم وهو قول ابن عباس وغيره واختلف الناس في الرقيم ما هو اختلافا كثيرا فقيل الرقيم كتاب في لوح نحاس وقيل في لوح رصاص وقيل في لوح حجارة كتبوا فيه قصة أهل الكهف وقيل غير هذا وروي عن ابن عباس أنه قال ما أدري ما الرقيم قال ع ويظهر من هذه الروايات أنهم كانوا قوما مؤرخين وذلك من نبل المملكة وهو أمر مفيد .
وقوله سبحانه إذ أوى الفتية إلى الكهف الفتية فيما روي قوم من أبناء أشراف مدينة دقيوس الملك الكافر ويقال فيه دقيانوس وروي أنهم كانوا مطوقين مسورين بالذهب وهم من الروم واتبعوا دين عيسى وقيل كانوا قبل عيسى واختلف الرواة في قصصهم ونذكر من الخلاف عيونه وما لا تستغنى الآية عنه فروي عن مجاهد عن ابن عباس أن هؤلاء الفتية كانوا في دين ملك يعبد الأصنام فوقع للفتية علم من بعض الحواريين حسبما ذكره النقاش أو من مؤمني الأمم قبلهم فآمنوا بالله ورأوا ببصائرهم قبيح فعل الناس فرفع أمرهم إلى الملك فاستحضرهم وأمرهم بالرجوع إلى دينه فقالوا له فيما روي ربنا رب السموات والأرض الآية فقال لهم الملك إنكم شبان اغمار لا عقل لكم وانا لا اعجل عليكم وضرب لهم أجلا ثم سافر خلال الأجل فتشاور الفتية في الهروب باديانهم فقال لهم أحدهم اني أعرف كهفا في جبل كذا فلنذهب إليه وروت فرقة أن أمر أصحاب الكهف إنما كان أنهم من أبناء الأشراف فحضر عيد لأهل المدينة فرأى الفتية ما ينتحله الناس في ذلك العيد من الكفر وعبادة الأصنام فوقع الإيمان في قلوبهم وأجمعوا على مفارقة دين الكفرة وروي أنهم خرجوا وهم يلعبون بالصولجان والكرة وهم يدحرجونها