الذين بعث الفتية على عهدهم حين كان عندهم التاريخ بأمر الفتية وهذا قول الجمهور من المفسرين وأما قوله أحصى فالظاهر الجيد فيه أنه فعل ماض وأمدا منصوب به على المفعول والأمد الغاية ويأتي عبارة عن المدة وقال الزجاج بأن أفعل من الرباعي قد كثر كقولك ما أعطاه للمال وكقوله E في صفة جهنم أسود من القار وفي صفة حوضه أبيض من اللبن ت وقد تقدم أن أسود من سود وما في ذلك من النقد وقال مجاهد أمدا معناه عددا وهذا تفسير بالمعنى .
وقوله سبحانه وزدناهم هدى أي يسرناهم للعمل الصالح والانقطاع إلى الله D ومباعدة الناس والزهد في الدنيا وهذه زيادات على الإيمان .
وقوله سبحانه وربطنا على قلوبهم عبارة عن شدة عزم وقوة صبر ولما كان الفزع وخور النفس يشبه بالتناسب الأنحلال حسن في شدة النفس وقوة التصميم أن يشبه الربط ومنه يقال فلان رابط الجأش إذا كان لا تفرق نفسه عند الفزع والحروب وغيرها ومنه الربط على قلب أم موسى .
وقوله تعالى إذ قاموا يحتمل أن يكون وصف قيامهم بين يدي الملك الكافر فإنه مقام يحتاج إلى الربط على القلب ويحتمل أن يعبر بالقيام على انبعاثهم بالعزم على الهروب إلى الله ومنابذة الناس كما تقول قام فلان إلى أمر كذا إذا اعتزم عليه بغاية الجد وبهذه الألفاظ التي هي قاموا فقالوا تعلقت الصوفية في القيام والقول والشطط الجور وتعدى الحد والحق بحسب أمر أمر والسلطان الحجة قال قتادة المعنى بعذر بين ثم عظموا جرم الداعين مع الله غيره وظلمهم بقولهم فمن اضلم ممن افترى على الله كذبا ويقولهم وإذ اعتزلتموهم الآية المعنى قال بعضهم لبعض وبهذا يترجح أن قوله تعالى إذ قاموا فقالوا إنما المراد به إذ عزموا ونفذوا لأمرهم وفي مصحف ابن مسعود وما