على هذه القراءة إلى جميع ما ذكر في هذه الآيات من بر ومعصية ثم اختص ذكر السيء منه بأنه مكروه عند الله تعالى .
وقوله سبحانه ذلك مما أوحي إليك ربك الآية الإشارة بذلك إلى هذه الآيات التي تضمنتها هذه الآيات المتقدمة والحكمة قوانين المعاني المحكمة والأفعال الفاضلة ت فينبغي للعاقل أن يتأدب بآداب الشريعة وأن يحسن العشرة مع عباد الله قال الإمام فخر الدين بن الخطيب في شرح أسماء الله الحسنى كان بعض المشائخ يقول مجامع الخيرات محصورة في أمرين صدق مع الحق وخلق مع الخلق انتهى وذكر هشام بن عبد الله القرطبي في تاريخه المسمى ببهجة النفس قال دخل عبد الملك بن مروان على معاوية وعنده عمرو بن العاص فلم يلبث أن نهض فقال معاوية لعمرو ما أكمل مروءة هذا الفتى فقال له عمرو أنه أخذ باخلاق أربعة وترك اخلاقا ثلاثة أخذ بأحسن البشر إذا لقي وباحسن الاستماع إذا حدث وبأحسن الحديث إذا حدث وبأحسن الرد إذا خولف وترك مزاح من لا يوثق بعقله وترك مخالطة لئام الناس وترك من الحديث ما يعتذر منه انتهى .
وقوله سبحانه ولا تجعل مع الله الها آخر الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمراد غيره والمدحور المهان المبعد .
وقوله سبحانه افاصفاكم الآية خطاب للعرب وتشنيع عليهم فساد قولهم .
وقوله سبحانه ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا أي صرفنا فيه الحكم والمواعظ .
وقوله سبحانه إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا قال سعيد بن جبير وغيره معنى الكلام لابتغوا إليه سبيلا في إفساد ملكه ومضاهاته في قدرته وعلى هذا فالآية بيان للتمانع وجارية مع قوله تعالى لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا قال ع ونقتضب شيئا من الدليل على أنه لا يجوز أن يكون مع الله تبارك وتعالى آله غيره على ما قاله أبو المعالي وغيره انا لو