فيمن يعقل وقد يجيء لغيره كقوله ... ذم المنازل بعد منزلة اللوى ... والعيش بعد اولائك الأيام ... .
وقد حكى ع البيت وقال الرواية فيه الأقوام واله أعلم انتهى والضمير في عنه يعد على ما ليس للإنسان به علم ويكون المعنى أن الله تعالى يسئل سمع الإنسان وبصره وفؤاده عما قال مما لا علم له به فيقع تكذيبه من جوارحه وتلك غاية الخزي ويحتمل أن يعود على كل التي هي السمع والبصر والفؤاد والمعنى أن الله تعالى يسئل الإنسان عما حواه سمعه وبصره وفؤاده قال صاحب الكلم الفارقيه لا تدع جدول سمعك يجري في اجاج الباطل فيهلب باطنك بناء الحرص على العاجل السمع قمع تغور فيه المعاني المسموعة إلى قرار وعاء القلب فإن كانت شريفة لطيفة شرفته ولطفته وهذبته وزكته وإن كانت رذيلة دنية رذلته وخبثته وكذلك البصر منفذ من منافذ القلب فالحواس الخمس كالجداول والرواضع ترضع من اثداء الأشياء التي تلابسها وتأخذ ما فيها من معانيها وأوصافها وتؤديها إلى القلب وتنهيها انتهى .
وقوله سبحانه ولا تمش في الأرض مرحا قرأ الجمهور مرحا بفتح الحاء مصدر مرح يمرح إذا تسيب مسرورا بدنياه مقبلا على راحته فنهي الإنسان أن يكون مشيه في الأرض على هذا الوجه وقرأت فرقة مرحا بكسر الراء ثم قيل له إنك أيها المرح المختال الفخور لن تخرق الأرض ولن تطاول الجبال بفخرك وكبرك وخرق الأرض قطعها ومسحها واستيفاؤها بالمشي .
وقوله سبحانه كل ذلك كان سيئة قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو سيئة فالإشارة بذلك على هذه القراءة إلى ما تقدم ذكره مما نهي عنه كقوله اف وقذف الناس والمرح وغير ذلك وقرا عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي سيئة على إضافة سيء إلى الضمير فتكون الإشارة