فرضناه لفرضنا أني يريد أحدهما تسكين جسم والآخر تحريكه ومستحيل أن تنفذ الارادتان ومستحيل الا تنفذا جميعا فيكون الجسم لا متحركا ولا ساكنا فإن صحت ارادة أحدهما دون الآخر فالذي لم تتم ارادته ليس باله فإن قيل نفرضهما لا يختلفان قلنا اختلافهما جائز غير ممتنع عقلا والجائز في حكم الواقع ودليل آخر أنه لو كان الأثنان لم يمتنع أن يكونوا ثلاثة وكذلك وتسلسل إلى ما لا نهاية له ودليل آخر أن الجزء الذي لا يتجزأ من المخترعات لا تتعلق به الاقدرة واحدة لا يصح فيها اشتراك والآخر كذلك دأبا فكل جزء إنما يخترعه واحد وهذه نبذة شرحها بحسب التقصي يطول .
وقوله سبحانه وإن من شيء لا يسبح بحمده الآية اختلف في هذا التسبيح هل هو حقيقة أو مجاز ت والصواب أنه حقيقة ولولا خشية الإطالة لاتينا من الدلائل على ذلك بما يثلج له الصدر .
وقوله سبحانه وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة يعني كفار مكة وحجابا مستورا يحتمل أي يريد به حماية نبيه منهم وقت قراءته وصلاته بالمسجد الحرام كما هو معلوم مشهور ويحتمل أنه أراد أنه جعل بين فهم الكفرة وبين فهم ما يقرأه صلى الله عليه وسلّم حجابا فالآية على هذا التأويل في معنى التي بعدها وقال الواحدي قوله تعالى وإذا قرأت القرآن الآية نزلت في قوم كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلّم إذا قرأ القرآن فحجبه الله عن أعينهم عند قراءة القرآن حتى يكونوا يمرون به ولا يرونه .
وقوله مستورا معناه ساترا انتهى والأكنة جمع كنان وهو ما غطى الشيء والوقر الثقل في الأذن المانع من السمع وهذه كلها استعارات للأضلال الذي حفهم الله به .
وقوله سبحانه نحن أعلم بما يستمعون به الآية هذا كا تقول فلان يستمع بإعراض وتغافل واستخفاف وما بمعنى الذي قيل المراد بقوله وإذ هم نجوى اجتماعهم في دار