ولو ذهب به مذهب الزمان لقيل أسف على وزن فاعل والأسف الحزن انتهى وقوله تعالى اعجلتم معناه اسابقتم قضاء ربكم واستعجلتم إتياني قبل الوقت الذي قدر به قال سعيد بن جبير عن ابن عباس كان سبب إلقائه الألواح غضبه على قومه في عبادتهم العجل وغضبه على أخيه في إهمال أمرهم قال ابن عباس لما ألقاها تكسرت فرفع أكثرها الذي فيه تفصيل كل شيء وبقي الذي في نسخته الهدى والرحمة وهو الذي أخذ بعد ذلك قال ابن عباس كانت الألواح من زمرذ وقيل من ياقوت وقيل من زبرجد وقيل من خشب والله أعلم وقوله ابن أم استعطاف برحم الأم إذ هو الصق القرابات وقوله كادوا معناه قاربوا ولم يفعلوا وقوله ولا تجعلني مع القوم الظالمين يريد عبدة العجل .
وقوله سبحانه إن الذين أتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وقد وقع ذلك النيل بهم في عهد موسى عليه السلام فالغضب والذلة هو أمرهم بقتل أنفسهم وقال بعض المفسرين الذلة الجزية ووجه هذا القول أن الغضب والذلة بقيت في عقب هؤلاء وقال ابن جريج الإشارة إلى من مات من عبدة العجل قبل التوبة بقتل الأنفس وإلى من فر فلم يكن حاضرا وقت القتل والغضب من الله D إن اخذ بمعنى الإرادة فهو صفة ذات وإن أخذ بمعنى العقوبة وإحلال النقمة فهو صفة فعل وقوله وكذلك نجزي المفترين المراد أولا أولئك الذين افتروا على الله سبحانه في عبادة العجل وتكون قوة اللفظ تعم كل مفتر إلى يوم القيامة وقد قال سفيان بن عيينة وأبو قلابة وغيرهما كل صاحب بدعة أو فرية ذليل واستدلوا بالآية .
وقوله سبحانه والذين عملوا السيئات الآية تضمنت وعدا بأن الله سبحانه يغفر للتائبين وقرأ معاوية بن قرة ولما سكن عن موسى الغضب قال أبو حيان