واللام في لربهم يرهبون مقوية لوصول الفعل وهو يرهبون إلى مفعوله المتقدم وقال الكوفيون زائدة وقال الأخفش لام المفعول له أي لأجل ربهم انتهى قلت قال ابن هشام في المغنى ولام التقوية هي المزبدة لتقوية عامل ضعف إما لتأخير نحو لربهم يرهبون وإن كنتم للرؤيا تعبرون أو لكونه فرعا في العمل نحو مصدقا لما معهم فعال لما يريد وقد اجتمع التأخير والفرعية في كنا لحكمهم شاهدين انتهى .
وقوله واختار موسى قومه الآية قال الفخر قال جماعة النحويين معناه واختار موسى من قومه فحذف من يقال اخترت من الرجال زيدا واخترت من الرجال زيدا انتهى قال ع معنى هذه الآية أن موسى عليه السلام اختار من قومه هذه العدة ليذهب بهم إلى موضع عبادة وابتهال ودعاء فيكون منه ومنهم اعتذار إلى الله سبحانه من خطأ بني إسرائيل في عبادة العجل وقد تقدم في سورة البقرة قصصهم قالت فرقة من العلماء أن موسى عليه السلام لما أعلمه الله سبحانه بعبادة بني إسرائيل العجل وبصفته قال موسى أي رب ومن أختاره قال أنا قال موسى فأنت يا رب أضللتهم أن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء أي أن الأمور بيدك تفعل ما تريد .
وقوله سبحانه واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة الآية اكتب معناه اثبت واقض والكتب مستعمل في كل ما يخلد وحسنة لفظ عام في كل ما يحسن في الدنيا من عاقبة وطاعة لله سبحانه وغير ذلك وحسنة الأخرى الجنة لا حسنة دونها ولا مرمى وراءها وهدنا بضم الهاء معناه تبنا .
وقوله سبحانه قال عذابي أصيب به من أشاء يحتمل أن يريد بالعذاب الرجفة التي نزلت بالقوم ثم أخبر سبحانه عن رحمته ويحتمل وهو الأظهر أن الكلام قصد به الخبر عن عذابه وعن رحمته وتصريف ذلك في خليقته كما يشاء سبحانه ويندرج في عموم العذاب أصحاب الرجفة وقرأ الحسن بن أبي