اكلم اليوم أنسيا ولكان ذكره الأبد في ولن يتمنوه أبدا تكرارا والأصل عدمه انتهى من المعنى .
وقوله سبحانه فلما تجلى ربه للجبل التجلي هو الظهور من غير تشبيه ولا تكليف وقوله جعله دكا المعنى جعله أرضا دكا يقال ناقة دكاء أي لا سنام لها وخر موسى صعقا أي مغشيا عليه قاله جماعة من المفسرين قال ص وخر معناه سقط وقوله سبحانك أن تنزيها لك كذا فسره النبي صلى الله عليه وسلّم وقوله تبت إليك معناه من أن أسألك الرؤية في الدنيا وأنت لا تبيحها فيها قال ع ويحتمل عندي أنه لفظ قاله عليه السلام لشدة هول المطلع ولم يعن التوبة من شيء معين ولكنه لفظ لائق بذلك المقام والذي يتحرز منه أهل السنة أن تكون توبة من سؤال المحال كما زعمت المعتزلة وقوله وأنا أول المؤمنين أي من قومه قاله ابن عباس وغيره أو من أهل زمانه إن كان الكفر قد طبق الأرض أو أول المؤمنين بأنك لا ترى في الدنيا قاله أبو العالية 3وقوله سبحانه فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين فيه تأديب وتقنيع وحمل على جادة السلامة ومثال لكل أحد في حاله فإن جميع النعم من عند الله سبحانه بمقدار وكل الأمور بمرأى منه ومسمع وكتبنا له في الألواح من كل شيء أي من كل شيء ينفع في معنى الشرع وقوله وتفصيلا لكل شيء مثله وقوله بقوة أي بجد وصبر عليها قاله ابن عباس وقوله بأحسنها يحتمل معنيين أحدهما التفضيل كما إذا عرض مثلا مباحان كالعفو والقصاص فيأخذون بالأحسن منهما والمعنى الثاني يأخذون بحسن وصف الشريعة بجملتها كما تقول الله أكبر دون مقايسة .
وقوله سبحانه ساوريكم دار الفاسقين الرؤية هنا رؤية عين هذا هو الأظهر إلا أن المعنى يتضمن الوعد للمؤمنين والوعيد للفاسقين ودار الفاسقين قيل هي مصر والمراد آل فرعون وقيل الشام والمراد العمالقة وقيل جهنم والمراد الكفرة