الآخرة لكن ورد من جهة أخرى بالحديث المتواتر أن أهل الإيمان يرون الله يوم القيامة فموسى عليه السلام أحرى برؤيته قلت وأيضا قال تعالى وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة فهو نص في الرؤية بينه صلى الله عليه وسلّم ففي الترمذي عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وازواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة قال أبو عيسى وقد روي هذا الحديث من غير وجه مرفوعا وموقوفا انتهى قال مجاهد وغيره أن الله D قال له يا موسى لن تراني ولكن سأتجلى للجبل وهو أقوى منك وأشد فإن استقر وأطاق الصبر لهيبتي فستمكنك أنت رؤيتي قال ع فعلى هذا إنما جعل الله الجبل مثالا قلت وقول ع ولو بقينا مع هذا النفي بمجرده لقضينا أنه لا يراه موسى أبدا ولا في الآخرة قول مرجوح لم يتفطن له C والحق الذي لا شك فيه أن لن لا تقتضي النفي المؤبد قال بدر الدين أبو عبد الله بن مالك في شرح التسهيل ولن كغيرها من حروف النفي في جواز كون استقبال المنفي بها منقطعا عند حد وغير منقطع وذكر الزمخشري في أنموذجه أن لن لتأبيد النفي وحامله على ذلك اعتقاده أن الله تعالى لا يرى وهو اعتقاد باطل لصحة ثبوت الرؤية عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم واستدل على عدم اختصاصها بالتأبيد بمجيء استقبال المنفي بها مغيا إلى غاية ينتهي بانتهائها كما في قوله تعالى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى وهو واضح انتهى ونحوه لأبن هشام ولفظه ولا تفيد لن توكيد المنفي خلافا للزمخشري في كشافه ولا تأبيده خلافا له في أنموذجه وكلاهما دعوى بلا دليل قيل ولو كانت للتأبيد لم يقيد منفيها باليوم في فلن