والتبار الهلاك واناء متبر أي مكسور وكسارته تبر ومنه تبر الذهب لأنه كسارة وقوله ما هم فيه يعم جميع أحوالهم وباطل معناه فاسد ذاهب مضمحل وابغيكم معناه أطلب ثم عدد عليهم سبحانه في هذه الآية النعم التي بحب من أجلها أن لا يكفروا به ولا يرغبوا في عبادة غيره فقال وإذ أنجيناكم من آل فرعون الآية و يسومونكم معناه يحملونكم ويكلفونكم ومساومة البيع تنظر إلى هذا فإن كل واحد من المتساومين .
يكلف صاحبه أرادته ثم فسر سوء العذاب بقوله يقتلون أبناءكم الآية وقوله سبحانه وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر الآية قال ابن عباس وغيره الثلاثون ليلة هي شهر ذي القعدة وان العشر هي عشر ذي الحجة وروي أن الثلاثين إنما وعد بأن يصومها وأن مدة المناجاة هي العشر وحيث ورد أن المواعدة أربعون ليلة فذلك اخبار بجملة الأمر وهو في هذه الآية اخبار بتفصيله والمعنى في قوله وكلمه ربه أنه خلق له أدراكا سمع به الكلام القائم بالذات القديم الذي هو صفة ذات وكلام الله سبحانه لا يشبه كلام المخلوقين وليس في جهة من الجهات وكما هو موجود لا كالموجودات ومعلوم لا كالمعلومات كذلك كلامه لا يشبه الكلام الذي فيه علامات الحدوث وجواب لما في قوله قال والمعنى أنه لما كلمه الله D وخصه بهذه المرتبة طمحت همته إلى رتبة الرؤية وتشوق إلى ذلك فسأل ربه الرؤية ورؤية الله D عند أهل السنة جائزة عقلا لأنه من حيث هو موجود تصح رؤيته قالوا لأن الرؤية للشيء لا تتعلق بصفة من صفاته أكثر من الوجود فموسى عليه السلام لم يسأل ربه محالا وإنما سأله جائزا .
وقوله سبحانه لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل الآية ليس بجواب من سأل محالا ولن تنفي الفعل المستقبل ولو بقينا مع هذا النفي بمجرده لقضينا أنه لا يراه موسى أبدا ولا في