قابل الناس البلاء بمثله وكلهم الله إليه وإذا قابلوه بالصبر وانتظار الفرج أتى الله بالفرج وروي هذا أيضا عن الحسن .
وقوله سبحانه وجاوزنا ببني إسرائيل البحر بحر القلزم فأتوا على قوم قيل هم الكنعانيون وقيل هم من لخم وجذام والقوم في كلام العرب هم الرجال خاصة يعكفون العكوف الملازمة على أصنام لهم قيل كانت بقرا وقال ابن جريج كانت تماثيل بقر من حجارة وعيدان ونحوها وذلك كان أول فتنة العجل وقولهم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة يظهر منه استحسانهم لما رأوه من تلك الآلهة بجهلهم فارادوا أن يكون ذلك في شرع موسى وفي جملة ما يتقرب به إلى الله وإلا فبعيد أن يقولوا لموسى أجعل لنا صنما نفرده بالعبادة ونكفر بربك وعلى هذا الذي قلت يقع التشابه الذي نصه النبي صلى الله عليه وسلّم في قول أبي واقد الليثي أجعل لنا يا رسول الله ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فأنكره النبي صلى الله عليه وسلّم وقال الله أكبر قلتم والله كما قالت بنو إسرائيل أجعل لنا إلها كما لهم آلهة لتتبعن سنن من قبلكم الحديث ولم يقصد أبو واقد بمقالته فسادا وقال بعض الناس كان ذلك من بني إسرائيل كفرا ولفسظة الآله تقتضي ذلك وهذا محتمل وما ذكرته أولا أصح والله أعلم قلت وقولهم هذا ألهكم واله موسى وجواب موسى هنا يقوى الاحتمال الثاني نعم الذي يجب أن يعتقد أن مثل هذه المقالات إنما صدرت من اشرارهم وقريبي العهد بالكفر قال الشيخ الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي ثم السهيلي ذكر النقاش في قوله تعالى فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم انهم كانوا من لحم وكانوا يعبدون أصناما على صور البقر وأن السامري كان أصله منهم ولذلك نزع إلى عبادة العجل انتهى والله أعلم وهذا هو معنى ما تقدم من كلام ع وقوله إن هؤلاء متبر ما هم فيه أي مهلك مدمر رديء العاقبة