تقديره وليبتلي وليمحص فعل هذه الأمور الواقعة والابتلاء هنا الأختبار وقوله سبحانه أن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان قال عمر Bه المراد بهذه الآية جميع من تولى ذلك اليوم عنالعدو وقيل نزلت في الذين فروا إلى المدينة قال ابن زيد فلا ادرى هل عفي عن هذه الطائفة خاصة أم عن المؤمنين جميعا وقوله تعال إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ظاهره عند جمهور المفسرين أنه كانت لهم ذنوب عاقبهم الله عليها بتمكين الشيطان من استزلالهم بوسوسته وتخويفه والفرار من الزحف من الكبار باجماع فيما علمت وقد عده صلى الله عليه وسلّم في السبع الموبقات وقوله تعالى يا أيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لا خوانهم الآية نهى الله المؤمنين أن يكونوا مثل الكفار المنافقين في هذا المعتقد الفاسد الذي هو أن من سافر في تجارة ونحوها ومن قاتل فقتل لو قعد في بيته لعاش ولم يمت في ذلك الوقت الذي عرض فيه نفسه للسفر أو للقتل وهذا هو معتقد المعتزلة في القول بالاجلين أو نحو منه وصرح بهذه المقالة عبد الله بن أبي المنافق وأصحابه قاله مجاهد وغيره والضرب في الأرض السير في التجارة وغزى جمع غاز وقوله تعالى ليجعل الله ذلك الإشارة بذلك إلى هذا المعتقد الذي جعله الله حسرة لهم لأن الذي يتيقن أن كل قتل وموت إنما هو باجل سابق يجد برد الياس والتسليم لله سبحانه على قلبه والذي يعتقد أن جميمه لو قعد في بيته لم يمت يتحسر ويتلهف وعلى هذا التأويل مشى المتأولون وهو اظهر ما في الآية والتحسر التلهف على الشيء والغم به وقوله سبحانه والله بما تعملون بصير توكيد للنهي في قوله ولا تكونوا ووعيد لمن خالفه ووعد لمن امتثله وقوله سبحانه ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم اللام في ولئن قتلتم هي المؤذنة بمجيء القسم واللام في قوله لمغفرة هي