ذلك إشارة إلى الغضب وضرب الذلة والمسكنه وباقي الآية تقدم تفسير نظيره وقوله تعالى ليسوا سواء الآية قال ابن عباس Bهما لما أسلم عبد الله ابن سلام وثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية وأسد بن عبيد ومن أسلم من اليهود معهم قال الكفار من أحبار اليهود ما آمن بمحد إلا شرارنا ولو كانوا خيارا ما تركوا دين آبائهم فأنزل الله سبحانه في ذلك ليسوا سواء الآية وقال مثله قتادة وابن جريج وهو أصح التأويلات في الآية واختلف في قوله قائمة فقال ابن عباس وغيره معناه قائمة على كتاب الله وحدوده مهتديه وقال اسدي القائمة القانتة المعطية وهذا كله يرجع إلى معنى واحد ويحتمل أن يراد بقائمة وصف حال التالين في إناء الليل ومن كانت حاله هذه فلا محالة أنه معتدل على أمر الله وآيات الله في هذه الآية هي كتبه والآناء الساعات واحدها أني بكسر الهمزة وسكن النون وحكم هذه الآية لا يتفق في شخص شخص بأن يكون كل واحد يصلي جميع ساعات الليل وإنما يقوم هذا الحكم من جماعة الأمة إذ بعض الناس يقوم أول الليل وبعضهم آخره وبعضهم بعد هجعة ثم يعود إلى نومه فيأتي من مجموع ذلك في المدن والجماعات عمارة إناء الليل بالقيام وهكذا كان صدر هذه الأمة وعرف الناس القيام في أول الثلث الآخر من الليل أو قبله بشيء وحينئذ كان يقوم الأكثر والقيام طول الليل قليل وقد كان في الصالحين من يلتزمه وقد ذكر الله سبحانه القصد من ذلك في سورة المزمل وقيام الليل لقراءة العلم المبتغى به وجه الله داخل في هذه الآية وهو أفضل من التنفل لمن يرجى انتفاع المسلمين بعلمه قلت وقد تقدم في أول السورة ما جاء من التأويل في حديث النزول فلنذكر الآن الحديث بكماله لما فيه من الفوائد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل