إن هذا القول هو من كلام الطائفة واختلف الناس في قوله تعالى أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم فقال مجاهد وغيره من أهل التأويل الكلام كله من قول الطائفة لأتباعهم وقوله تعال قل إن الهدى هدى الله اعتراض بين الكلامين قال ع والكلام على هذا التأويل يحتمل معاني أحدها ولا تصدقوا وتؤمنوا إلا لمن جاء بمثل دينكم حذارا أن يؤتى أحد من النبوءة والكرامة مثل ما أوتيتم وحذارا أن يحاجوكم بتصديقكم إياهم عند ربكم إذا لم تستمروا عليه وهذا القول على هذا المعنى ثمرة الحسد والكفر مع المعرفة بصحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلّم ويحتمل الكلام أن يكون معناه ولا تؤمنوا بمحمد وتقروا بنبوته إذ قد علمتم صحتها إلا لليهود الذين هم منكم وأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتيم صفة لحال محمد صلى الله عليه وسلّم فالمعنى تستروا بإقراركم أن قد أوتي مثل ما أوتيتم أو فإنهم يعنون العرب يحاجونكم بالإقرار عند ربكم وقرأ ابن كثير وحده من بين السبعة آن يؤتى بالمد على جهة الاستفهام الذي هو تقرير وفسر أبو علي قراءة ابن كثير على أن الكلام كله من قول الطائفة إلا الاعتراض الذي هو قل إن الهدى هدى الله فإنه لا يختلف أنه من قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلّم قال فلا يجوز مع الاستفهام أن يحمل ان يؤتى على ما قبله من الفعل لأن الاستفهام قاطع فيجوز أن تكون أن في موضع رفع بالابتداء وخبره محذوف تقديره تصدقون أو تعترفون أو تذكرونه لغيركم ونحو هذا مما يدل عليه الكلام قال ع ويكون يحاجوكم على هذا معطوفا على أن يؤتى قال أبو علي ويجوز أن يكون موضع أن نصبا فيكون المعنى أتشيعون أو تذكرون أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ويكون ذلك بمعنى قوله تعالى عنهم أتحدثونهم بما فتح الله عليكم فعلى كلا الوجهين معنى الآية توبيخ من الأحبار للاتباع على تصديقهم بأن محمد صلى الله