لأي سبب تكفرون بآيات الله التي هي آيات القرآن وأنتم تشهدون ان أمره وصفة محمد في كتابكم قال هذا المعنى قتادة وغيره ويحتمل أن يريد بالآيات ما ظهر على يده صلى الله عليه وسلّم من المعجزات قلت ويحتمل الجميع من الآيات المتلوة والمعجزات التي شاهدوها منه صلى الله عليه وسلّم وقال ص وأنتم تشهدون جملة حالية ومفعول تشهدون محذوف أي أنها ايات الله أو ما يدل على صحتها من كتابكم أو بمثلها من آيات الأنبياء أ ه وقوله لم تلبسون معناه تخلطون تقول لبست الأمر بفتح الباء بمعنى خلطته ومنه قوله تعالى وللبسنا عليه ما يلبسون وفي قوله وأنتم تعلمون توقيف على العناد ظاهر وباقي الآية تقدم بيانه في سورة البقرة وقوله تعالى وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين أمنوا وجه النهار الآية اخبر رالله سحبانه في هذه الآية أن طائفة من اليهود من أحبارهم ذهبت إلى خديعة المسلمين بهذا المنزع قال قتادة وغيره قال بعض الأحبار لنظهر الإيمان بمحمد صدر النهار ثم لنكفر به آخر النهار فسيقول المسلمون عند ذلك ما بال هؤلاء كانوا معنا ثم انصرفوا عنا ما ذاك الا لانهم انكشفت لهم حقيقة في الأمر فيشكون ولعلهم يرجعون عن الإيمان بمحمد قال الإمام الفخر وفي أخبار الله تعالى عن تواطئهم على هذه الحيلة من الفائدة وجوه الأول أن هذه الحيلة كانت مخفية فيما بينهم فلما أخبر بها عنهم كان إخبارا بمغيب فيكون معجزا الثاني أنه تعالى لما أطلع المؤمنين على تواطئهم على هذه الحيلة لم يحصل لهذه الحيلة أثر في قلوب المؤمنين ولولا هذا الإعلام لأمكن تأثيرها في قلب من ضعف إيمانه الثالث أن القوم لما إفتضحوا في هذه الحيلة صار ذلك رادعا لهم عن الإقدام على أمثالها من الحيل والتلبيس أ ه وذكر تعالى عن هذه الطائفة من أهل الكتاب أنهم قالوا ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ولا خلاف