بدا له شخص بيت المقدس وما حوله من القرى والمساجد نظر إلى خراب لا يوصف فلما رأى هدم بيت المقدس كالجبل العظيم قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ثم نزل منها منزلا وربط حماره وعلق سقاءه فألقى الله عليه النوم ونزع روحه مئة عام فلما مر منها سبعون عاما أرسل الله ملكا إلى ملك من ملوك فارس عظيم فقال إن الله يأمرك أن تنفر بقومك فتعمر بيت المقدس وإيلياء وأرضها حتى تعود أعمر ما كانت فقال الملك أنظرني ثلاثة أيام حتى أتأهب لهذا العمل ولما يصلحه من أداة العمل فأنظره ثلاثة أيام فانتدب ثلاثمئة قهرمان ودفع إلى كل قهرمان ألف عامل وما يصلحه من أداة العمل فسار إليها قهارمته ومعهم ثلاثمئة ألف عامل فلما وقعوا في العمل رد الله روح الحياة في عيني أرميا وآخر جسده ميت فنظر اليها تعمر فلما تمت بعد ثلاثين سنة رد الله إليه الروح فنظر إلى طعامه وشرابه لم يتسنه ونظر إلى حماره واقفا كهئيته يوم ربطه لم يطعم ولم يشرب ونظر إلى الرمة في عنق الحمار لم تتغير جديدة وقد أتى على ذلك ريح مائة عام وبرد مائة عام وحر مائة عام لم تتغير ولم تنتقص شيئا وقد نحل جسم أرميا من البلى فأنبت الله له لحما جديدا ونشز عظامه وهو ينظر فقال له الله انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم أن الله على كل شيء قدير وزعم مقاتل أن هذه القصة كانت بعد رفع عيسى عليه السلام .
قوله تعالى كم لبثت قرأ ابن كثير ونافع وعاصم لبثت و لبثتم في كل القرآن باظهار التاء وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي بالإدغام لبت قال أبو علي الفارسي من بين لبثت فلتباين المخرجين وذلك أن الظاء والذال والثاء من حيز