دينه وهو يضمر غير ذلك هذا قول ابن عباس والسدي و مقاتل والثاني أنها نزلت فيمن نافق فأظهر بلسانه ما ليس في قلبه وهذا قول الحسن وقتادة وابن زيد والثالث أنها نزلت في سرية الرجيع وذلك أن كفار قريش بعثوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة إنا قد اسلمنا فابعث لنا نفرا من أصحابك يعلمونا ديننا فبعث صلى الله عليه وسلم خبيب بن عدي ومرثدا الغنوي وخالد بن بكير وعبد الله بن طارق وزيد بن الدثنة وأمر عليهم عاصم بن ثابت فساروا نحو مكة فنزلوا بين مكة والمدينة ومعهم تمر فأكلوا منه فمرت عجوز فأبصرت النوى فرجعت إلى قومها وقالت قد سلك هذا الطريق أهل يثرب فركب سبعون منهم حتى احاطوا بهم فحاربوهم فقتلوا مرثدا وخالدا وابن طارق ونثر عاصم كنانته وفيها سبعة أسهم فقتل بكل سهم رجلا من عظمائهم ثم قال اللهم اني حميت دينك صدر النهار فاحم لحمي آخر النهار ثم احاطوا به فقتلوه وأرادوا حز رأسه يبيعوه من سلافة بنت سعد وكان قتل بعض اهلها فنذرت لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه الخمر فأرسل الله تعالى رجلا من الدبر وهي الزنابير فحمته فلم يقدروا عليه فقال دعوه حتى يمسي فتذهب عنه فنأخذه فجاءت سحابة فأمطرت كالعزالي فبعث الله الوادي فاحتمله فذهب به وأسروا خبيبا وزيدا فابتاع بنو الحارث بن عامر خبيبا ليقتلوه لأنه قتل آباءهم فلما خرجوا به ليقتلوه قال دعوني أصلي ركعتين فتركوه فصلى ركعتين ثم قال لولا أن تقولوا جزع خبيب لزدت وأنشأ يقول