إلا الله وفي هذا من إخلاص التوحيد ما لبس عليه مزيد ومن ذلك قوله .
مالك يوم الدين أو ملك يوم الدين على القراءتين السبعيتين فإن كونه المالك ليوم الدين يفيد أنه لا ملك لغيره فلا ينفذ إلا تصرفه تصرف أحد من خلقه من غير فرق بين نبي مرسل وملك مقرب وعبد صالح وهذا معنى كونه ملك يوم الدين فإنه يفيد أن الأمر أمره والحكم حكمه ليس لغيره معه أمر ولا حكم كما أنه ليس لغير ملوك الأرض معهم أمر ولا حكم ولله المثل الأعلى وقد فسر الله هذا المعنى الإضافي المذكور في فاتحة الكتاب في موضع آخر من كتابه العزيز فقال .
وما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ومن كان يفهم كلام العرب ونكته وأسراره كفته هذه الآية عن غيرها من الأدلة واندفعت لديه كل شبهة ومن ذاك إياك نعبد فإن تقديم الضمير قد صرح أئمة المعاني والبيان وأئمة التفسير أنه يفيد الاختصاص فالعبادة لله سبحانه وتعالى ولا يشاركه فيها غيره ولا يستحقها وقد عرفت أن الاستغاثة والدعاء والتعظيم والذبح والتقرب من أنواع العبادة ومن ذلك قوله وإياك نستعين فإن تقديم الضمير ههنا يفيد