الاختصاص كما تقدم وهو يقتضي أنه لا يشاركه غيره في الاستعانة في الأمور التي لا يقدر عليها غيره فهذه خمسة مواضع في فاتحة الكتاب يفيد كل منها إخلاص التوحيد مع أن فاتحة الكتاب ليست إلا سبع آيات فما ظنك بما في سائر الكتاب العزيز فذكرنا لهذه الخمسة المواضع في فاتحة الكتاب كالبرهان على ما ذكرناه من أن في الكتاب العزيز من ذلك ما يطول تعداده وتتعسر الإحاطة به ومما يصلح أن يكون موضعا سادسا لتلك المواضع الخمسة في فاتحة الكتاب قوله .
رب العالمين وقد تقرر لغة وشرعا أن العالم ما سوى الله سبحانه وصيغ الحصر إذا تتبعتها من كتب المعاني والبيان والتفسير والأصول بلغت ثلاث عشرة صيغة فصاعدا ومن يشك في هذا فليتتبع كشاف الزمخشري فإنه سيجد فيه ما ليس له ذكر في كتب المعاني والبيان كالقلب فإنه جعله من مقتضيات الحصر ولعله ذكر ذلك عند تفسيره للطاغوت وغير ذلك مما لا يقتضي المقام بسطه ومع الإحاطة بصيغ الحصر المذكورة تكثر الأدلة الدالة على خلاص التوحيد وإبطال الشرك بجميع أقسامه .
وأعلم أن السائل كثر الله فوائده ذكر في جملة ما سأل عنه أنه لو قصد الإنسان قبر رجل من المسلمين مشهور بالصلاح ووقف لديه وأدى الزيارة وسأل الله بأسمائه الحسنى وبما لهذا