لا ينكر هذا إلا مكابر أو جاهل فكيف بمن لم يكن من أتباعهم من المعاصرين لهم والمتقدمين عليهم والمتأخرين عنهم .
وإن كانت تلك المزايا بكثرة الورع والعبادة فالأمر كما تقدم فإن في معاصرتهم والمتقدمين عليهم والمتأخرين عنهم من هو أكثر عبادة وورعا منهم لا ينكر هذا الأمر إلا من لم يعرف تراجم الناس بكتب التواريخ .
وإن كانت تلك المزايا بتقدم عصورهم فالصحابة Bهم والتابعون أقدم منهم عصرا بلا خلاف وهم أحق بهذه المزايا ممن بعدهم لحديث خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .
وإن كانت تلك المزايا لأمر عقلي فما هو أو لأمر شرعي فأين هو ولا ننكر أن الله قد جعلهم بمحل من العلم والورع وصلابة الدين وأنهم من أهل السبق في الفضائل والفواضل ولكن الشأن في المتعصب لهم من إتباعهم القائل أنه لا يجوز تقليد غيرهم ولا يعتد بخلافه أن خالف ولا يجوز لأحد من علماء المسلمين أن يخرج عن تليدهم وإن كان عارفا بكتاب الله وسنة رسوله قادرا على العمل بما فيهما متمكنا من استخراج المسائل الشرعية منهما فلم يكن مقودنا إلا التعجب لمن كان