بعد هذه الفتنة والمحنة شيء من الفتن والمحن فإن أنكرت هذا فهؤلاء المقلدون على ظهر البسيطة قد ملئوا الأقطار الإسلامية فاعمد إلى أهل كل مذهب وانظر إلى مسألة من مسائل مذهبهم هي مخالفة لكتاب الله أو لسنة رسوله ثم أرشدهم الى الرجوع عنها إلى ما قال الله أو رسوله وانظر بماذا يجيبونك فما أظنك تنجو من شرهم ولا تأمن من مضرتهم وقد يستحلون لذلك دمك ومالك وأروعهم يستحل عرضك وعقوبتك وهذا يكفيك إن كان لك قطرة سليمة وفكرة مستقيمة .
فانظر كيف خصوا بعض علماء المسلمين واقتدوا بهم في مسائل الدين ورفضوا الباقين بل جاوزوا هذا إلى أن الإجماع ينعقد بأربعة من علماء هذه الأمة وإن الحجة قائمة بهم مع أن في عصر كل واحد منهم من هو أكثر علما منه فضلا عن العصر المتقدم على عصره والعصر المتأخر عن عصره وهذا يعرفه كل من يعرف أحوال الناس ثم تجاوزوا في ذلك إلى أنه لا اجتهاد لغيرهم بل هل مقصور عليهم فكأن هذه الشريعة كانت لهم لاحظ لغيرهم فيها ولم يتفضل الله على عباده بما تفضل عليهم وكل عاقل يعلم أن يعلم أن هذه المزايا التي جعلوها لهؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى إن كانت باعتبار كثرة عملهم وزيادته على علم غيرهم فهذا مدفوع عند كل من له إطلاع على أحوالهم وأحوال غيرهم فان إتباع كل واحد منهم من هو أعلم منه