هنا الرسول وبه صرح الطبرسي قتل معه ربيون كثير أي جموع كثيرة وهو التفسير المشهور عن إبن عباس رضي الله تعالى عنهما وأستشهد لهكما رواه إبن الأنباري حين سأله نافع بن الأزرقبقول حسان : وإذا معشر تجافوا عن القص .
د أملنا عليهم ربيا وعليه فهو منسوب إلى ربة بكسر الراء وكون الضم فيها لغة غير متحققوهي الجماعةللمبالغة وخصها الضحاك بألف وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنهم العلماء الفقهاء وأخرجه إبن جبير عن إبن عباس أيضاوعليه فهو منسوب إلى الربكرباني على خلاف القياس كقراءة الضم والموافق له الفتحوبه قريءوقال إبن زيد : الربيون هم الأتباع والربانيون الولاة وقرأ نافع وإبن كثير وأبو عمرو ويعقوبقتلبالبناء للمفعول وفي خبر المبتدأ أوجه : أحدها أنه الفعل مع الضمير المستتر فيه الراجع إلى كأين أو إلى نبي وحينئذ فمعه ربيونجملة حالية من الضمير أو من نبي لتخصيصه معنى أو معه حال و ربيون فاعله وثانيها أنه جملة معه ربيون فحينئذ تكون جملة الفعلمعمرفوعه صفة لنبي وثالثها أنه محذوف وتقديره مضى ونحوه وحينئذ يجوز أن يكون الفعل صفة لنبي و معه ربيون حالا على ما تقدم ويجوز أن يكون الفعل مسندا لربيون فلا ضمير فيه والجملة صفة لنبي ورابعها أن يكون ربيون مرفوعا بالفعل فلا ضمير والجملة هي الخبر .
وقريءقتلبالتشديد قال إبن جني : وحينئذ فلا ضمير في الفعل لما في التضعيف من الدلالة على التكثير وهو ينافي إسناده إلى الواحد وأجيب بأنه لا يمتنع أن يكون فيه ضمير الأول لأنه في معنى الجماعة .
وأعترض بأنه خلاف الظاهر ومن هنا قيل : إن هذه القراءة تؤيد إسنادقتلإلىالربيينوي أيضا ما أخرجه إبن المنذر عن إبن جبير أنه كان يقول : ما سمعنا قط أن نبيا قتل في القتال وقول الحسن وجماعة : لم يقتل نبي في الحرب قط ثم إن منأدعى إسناد القتل إلى النبي وأنه في الحرب أيضا على ما يشعر به المقام حمل النصرة الموعود بها في قوله تعالى : إنا لننصر رسلنا عل ىالنصرة بإعلاء الكلمة ونحوه لا على الأعداء مطلقا لئلا تتنافى الآيتان وهذا أحد أجوبة في هذا المقام تقدمت الإشارة إليها فتذكر والتنوين في نبي للتعظيم .
وزعم الأجهوري أنه للتكثير فما وهنوا عطف على قاتلوا على أن المراد عدم الوهن المتوقع من القتال والتلبس بالشيء بعد ورود ما يستدعي خلافه وإن كان إستمرارا عليه بحسب الظاهر لكنه بحسب الحقيقة كما قال مولانا شيخ الأسلام : صنع جديد ومن هنا صح دخول الفاء المؤذنة بترتب ما بعدها على ما قبلها ومن ذلك قولهم : وعظته فلم يتعظ وزجرته فلم ينزجر وأصل الوهن الضعف وفسره قتادة وإبن أبي مالك هنا بالعجز والزجاج بالجبن أي فما عجزوا أو فما جبنوا لما أصابهم في سبيل الله في أثناء القتال وهذا علة للمنفي لا للنفي نعم يفهم المنفي من تقييد المثبت بهذا الظرف وماموصولة أو موصوفة فإن جعل الضميران لجميع الربيين فهي عبارة عما عدا القتل من مكاره الحروب التي تعتري الكل وإن جملا للبعض الباقين بعد قتل الآخرينوهو الأنسبكما قيل : بمقام توبيخ المنخذلين بعد ما أستشهد الشهداءفهي عبارة عن ذلك أيضا مع ما أعتراهم بعد قتل إخوانهم من نحو الخوف والحزن هذا على القراءة المشهورة وأما على القراءتين الأخيرتين أعني قتل وقتلعلى صيغة المبني للمفعول مخففة ومشددة فقد قالوا : إن أسند الفعل إلى الظاهر فالضميران للباقين حتما والكلام حينئذ من قبيل قتل بنو فلان إذا وقع القتل فيهم ولم يستأصلهموإن أسند إلى الضمير