على صحة نبوته أو وأنتم عدول عند أهل ملتكم يثقون بأقوالكم ويستشهدونكم في القضايا وصفتكم هذه تقتضي خلاف ما أنتم عليه وما الله بغافل عما تعملون 99 تهديد لهم على ما صنعوا قيل : لما كان كفرهم ظاهرا ناسب ذكر الشهادة معه في الآية السابقة لأنها تكون لما يظهر ويعلم أو ما هو بمنزلتهوصدهم عن سبيل اللهوما معه لما كان بالمكر والحيلة الخفية التي تروج على الغافل ناسب ذكر الغفلة معه في هذه الآية فلهذا ختم كلا من الآيتين بما ختم .
ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين 001 خطاب للأوس والخزرج على ما يقتضيه سبب النزول ويدخل غيرهم من المؤمنين في عموم اللفظ وخاطبهم الله تعالى بنفسه بعد ما أمر رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم بخطاب أهل الكتاب إظهارا لجلالة قدرهم وإشعارا بأنهم هم الأحقاء بأن يخاطبهم الله تعالى ويكلمهم فلا حاجة إلى أن يقال المخاطب الرسول بتقدير قل لهم .
والمراد من الفريق بعض غير معين أو هو شماس بن قيس اليهودي وفي الإقتصار عليه مبالغة في التحذير ولهذا على ما قيل حذف متعلق الفعل وقال بعضهم : هو على معنى إن تطيعوهم في قبول قولهم بإحياء الضغائن التي كانت بينكم في الجاهلية و كافرين إما مفعول ثان ليردوكم على تضمين الرد معنى التصيير كما في قوله .
رمى الحدثان نسوة آل سعد بمقدار سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا أو حال من مفعوله قالوا : والأول أدخل في تنزيه المؤمنين عن نسبتهم إلى الكفر لما فيه من التصريح بكون الكفر المفروض بطريق القسر وبعد يجوز أن يكون ظرفاليردوكموأن يكون ظرفالكافرينوإيراده مع عدم الحاجة إليه لإغناء ما في الخطاب عنه وإستحالة الرد إلى الكفر بدون سبق الإيمان وتوسيطه بين المنصوبين لإظهار كمال شناعة الكفر وغاية بعده من الوقوع إما لزيادة قبحه أو لممانعة الإيمان له كأنه قيل : بعد إيمانكم الراسخ وفي ذلك من تثبيت المؤمنين ما لا يخفى وقدم توبيخ الكفار على هذا الخطاب لأن الكفار كانوا كالعلة الداعية إليه وكيف تكفرون أي على أي حال يقع منكم الكفر وأنتم تتلى عليكم آيات الله الدالة على توحيده ونبوة نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم وفيكم رسوله يعني محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم يعلمكم الكتاب والحكمة ويزكيكم بتحقيق الحق وإزاحة الشبه والجملة وقعت حالا من ضمير المخاطبين في تكفرون والمراد إستبعاد أن يقع منهم الكفر وعدنهم ما يأباه .
وقيل : المراد التعجيب أي لا ينبغي لكم أن تكفروا في سائر الأحوال لا سيما في هذه الحال التي فيها الكفر أفظع منه في غيرها وليس المراد إنكار الواقع كما في كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا الآية وقيل : المراد بكفرهم فعلهم أفعال الكفرة كدعوى الجاهلية فلا مانع من أن يكون الإستفهام لإنكار الواقع والأول أولى وفي الآية تأييس لليهود مما راموه والأكثرون على تخصيص هذا الخطاب بأصحاب رسول الله أو الأوس والخزرج منهم ومنهم من جعله عاما لسائر المؤمنين وجميع الأمة وعليه معنى كونه صلى الله تعالى عليه وسلم فيهم إن آثاره وشاهد نبوته فيهم لأنها باقية حتى يأتي أمر الله ولم يسند سبحانه التلاوة إلى رسوله E إشارة إلى إستقلال كل من الأمرين في الباب وإيذانا بأن التلاوة كافية في الغرض من أي تال كانت