على ترك الكفر في المستقبل لا يخرجه منه فهو بيان للتوبة المعتد بها فالمآل واحد عند التحقيق .
فإن الله غفور رحيم .
98 .
- أي فيغفر كفرهم ويثيبهم وقيل : غفور لهم في الدنيا بالستر على قبائحهم رحيم بهم في الآخرة بالعفو عنهم ولا يخفى بعده والجملة تعليل لما دل عليه الاستثناء .
إن الذين كفروا بعد إيمنهم ثم ازدادوا كفرا قال عطاء وقتادة : نزلت في اليهود كفروا بعيسى عليه السلام والامجيل بعد إيمانهم بأنبيائهم وكتبهم ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله تعالى عليه وسلم والقرآن وقيل : في أهل الكتاب آمنوا برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل مبعثه ثم كفروا به بعد مبعثه ثم ازدادوا مفرا بالإصرار ولعناد والصد عن السبيل ونسب ذلك إلى الحسن وقيل : في أصحاب الحرث بن سويد فانه لما رجع قالوا : نقيم بمكة على الكفر مابدل لنا فمتى اردنا الرجعة رجعنا فينزل فينا ما نزل في الحرث وقيل في قوم من أصحابه ممن كان يكفر ثم يراجع الاسلام وروى ذلك عن ابي صالح مولى أم هانئ .
و كفرا تميز محول عن فاعل والدال الأولى في ازدادوا بدل من تاء الافتعال لوقوعها بعد الزاي لن تقبل توبتهم قال الحسن وقتادة والجبائي : لأنهم لا يتوبون إلا عند حضور الموت والمعاينة وعند ذلك لا تقبل توبة الكافر وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لأنها لم تكن عن قلب وإنما كانت نفاقا وقيل : إن هذا من قبيل ولا ترى الضب بها بنجحر أي لا توبة لهم حتى تقبل لأنهم لم يوفقوا لها فهو من قبيل الكناية كما قال العلامة دون المجاز حيث اريد بالكلام معناه لينتقل منه إلى الملزوم وعلى كل تقدير لا ينافي هذا ما دل عليه الاستثناء وتقرر في الشرع كما لا يخفى وقيل : إن هذه التوبة لم تكن عن الكفر وإنما هي عن ذنوب كانوا يفعبونها معه فتابوا عنها مع إصرارهم على الكفر فردت عليهم لذلك ويؤيده ما أخرجه ابن جرير عن ابي العالية قال : هؤلاء اليهود والنصارى كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا بذنوب أذنبوها ثم ذهبوا بتوبون من تلك الذنوب في كفرهم فلم تقبل توبتهم ولو كانواعلى الهدى قبلت ولكنهم على ضلالة وتجئ على هذا مسألة تكليف الكافر بالفروع وقد بسط الكلام عليها في الأصول .
واولئك هم الضالون .
9 .
- عطف إما على خبر إن فمحلها الرفع وإما على أن مع اسمها فلا محل لها و الضالون المخطئون طريق الحق والنجاة وقيل : الهالكون المعذبون والحصر باعتبار أنهم كاملون في الضلال فلا ينافي وجود الضلال في غيرهم أيضا إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أي على كفرهم .
فان يقبل من أحدهم ملء الأرض من مشرقها إلى مغربها ذهبا نصب على التمييز وقرأ الأعمش ذهب بالرفع وخرج على البدلية من ملء و عطف البيان أو الخبر لمحذوف وقيل : عليه إنه لابد من تقدير وصف ليحسن البدل ولا دلالة عليه ولم يعهد بيان المعرفة بالنكرة وجعله خبرا إنما يحسن إذا جعلت الجملة صفة أو حالا ولا يخلو عن ضعف و ملء الشئ بالكسر مقدار ما يملؤه وأما ملء بالفتح فهو مصدر ملأه وأما الملأءة بالضم والمدفهي الملحقة وههنا سؤال مشهور وهو أنه لم دخلت الفاء في خبر إن هنا ولم تدخل في الآية السابفة مع أن الآيتين سواء في صحة إدخال الفاء لتصور السببية ظاهرا وأجاب غير واحد بأن الصلة في الآية الأولى الكفر وازدياده وذلك لا يترتب عليه عدم قبول التوبة بل إنما يترتب على