النصارى : إني لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى ان يزيل جبلا من مكانه لأزال فلا تباهلوا وتهلكوا .
هذا وإنما ضم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى النفس الأبناء والنساء مع ان القصد من المباهلة تبين الصادق من الكاذب وهو يختص به وبمن يباهله لأن ذلك أتم في الدلالة على ثقته بحاله واستيقانه بصدقه وأكمل نكاية بالعدو واوفر إضرارا به لو تمت المباهلة وفي هذه القصة اوضح دليل على نبوته صلى الله تعالى عليه وسلم وإلا لما امتنعوا عن مباهلته ودلالتها على فضل آل الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم مما لا يمتري فيها مومن والنصب جازم الإيمان واستدل بها الشيعة على أولوية علي كرم الله تعالى وجهه بالخلافة بعد رسول الله بناءا على رواية مجئ علي كرم الله تعالى وجهه مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ووجه أن المراد حينئذ بأبنائنا الحسن والحسين وبنسائنا فاطمة وبأنفسنا الامير وإذا صار نفس الرسول وظاهر أن المعنى الحقيقي مستحيل م تعين أن يكون المراد المساواة ومن كان مساويا للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ! فهو أفضل وأولى بالتصرف من غيره ولا معنى للخليفة إلا ذلك واجيب عن ذلك أما أولا فبأنا لا نسلم أن المراد بانفسنا الامير بل المراد نفسه الشريفة صلى الله تعالى عليه وسلم ويجعل الأمير داخلا في الأنباء وفي العرف يعد الختن ابنا من غير ريبة ويلتزم عموم المجاز إن قلنا : إن إطلاق الإبن على ابن البنت حقيقة وإن قلنا : إنه مجاز لم يحتج إلى القول بعمومه وكان إطلاقه على الأمير وابنيه رضي الله تعالى عنهم على حد سواء في المجازية .
وقوله الطبرسي وغيره من علمائهم إن إرادة نفسه الشريفة صلى الله تعالى عليه وسلم من أفسنا لا تجوز لوجود ندع والشخص لايدعو نفسه هذيان من القول إذ قد شاع وذاع في القديم والحريث دعته نفسه إلى كذا ودعوت نفسي إلى كذا وطوعت له نفسه وآمرت نفسي وشاورتها إلى غير ذلك من الاستعمالات الصحيحة الواقعة في كلام البلغاء فيكون حاصل ندع انفسنا نحضر أنفسنا وأي محذور في ذلك على ابا لو قررنا الامير من قبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لمصداق أنفسنا فمن نقرره من قبل الكفار مع أنهم مشتركون في صيغة ندع إذ لا معنى لدعوة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إياهم وابناءهم ونساءهم بعد قوله : تعالوا كما لا يخفى .
وأما ثانيا فبأنا لو سلمنا أن المراد بانفسنا الأمير لكن لانسلم أن المراد من النفس ذات الشخص إذ قد جاء لفظ النفس بمعنى القريب والشريك في الدين والملة ومن ذلك قوله تعالى : يخرجون أنفسهم من ديارهم ولا تلمزوا انفسكم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنين والمؤمنات بأنفسهم خيرا فلعله لما كان للأمير اتصالا بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم في النسب والمصاهرة واتحاد في الدين عبر عنه بالنفس وحينئذ لا تلزم المساواة التي هي عماد استدلالهم على أنه لو كان المراد مساواته في جميع الصفات يلزم الاشتراك في النبوة والخاتمية والبعثية إلى كافة الخلق ونحو ذلك وهو باطل بالاجماع لان التابع دون المتبوع ولو كان المراد المساواة في البعض لم يحصل الغرض لان المساواة في بعض صفات الافضل والاولى بالتصرف لا تجعل من هي له أفضل واولى بالتصرف بالضرورة وأما ثالثا فبأن ذلك لو دل على خلافة الامير كما زعموا لزم كون الامير إماما في زمنه صلى الله تعالى عايه وسلم وهو باطل بالاتفاق م وإن قيد بوقت دون وقت فمع أن التقييد مما لا دليل عليه في اللفظ لا يكون مفيدا للمدعي إذ هو غير متنازع فيه لان أهل السنة يثبتون إمامته في وقت دون وقت فلم يكن هذا الدليل قائما في محل النزاع ولضعف الاستدلال به في هذا المطلب بل عدم صحته مالاستدلال به على افضليته الامير علي كرم الله تعالى وجهه على الانبياء والمرسلين عليهم السلام لزعم ثبوت مساواته للافضل منهم فيه لم يقمه محققو الشيعة على أكثر