التلف والرجل يخاطرلهم بنفسه إيذانا بكمال امنه صلى الله تعالى عليه وسلم وكمال يقينه في إحاطة حفظ الله تعالى بهم ولذلك مع رعاية الاصل في الصيغة فان غير المتكلم تبع له في الاسناد قدم صلى الله تعالى عليه وسلم جانبه على جانب المخاطبين ثم نبتهل أي نتباهل فالافتعال هنا بمعنى المفاعلة وافتعل وتفاعل أخوان في كثير من المواضع كاشتور وتشاور واجتور وتجاور والاصل في البهلة م بالضم والفتح فيه م كما قيل اللعنة والدعاء بها ثم شاعت في مطلق الدعاء كما يقال : فلان يبتهل إلى الله تعالى في حاجته وقال الراغب : بهل الشئ والبعير إهماله وتخليته ثم استعمل في الاستر سال في الدعاء سواء كان لعنا اولا إلا أنه هنا يفسر باللعن لأنه المراد الواقع كما يشير اليه قوله تعالى : فنجعل لعنة الله على الكذبين .
16 .
- أي في أمر عيسى عليه السلام فإنه معطوف على نبتهل مفسر للمراد منه اي نقول لعنة الله على الكاذبين أو اللهم العن الكاذبين .
أخرج البخاري ومسلم أن العاقب والسيد أتيا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأرادأن يلاعنهما فقال أحدهما الصاحبه : لا تةعنه فو الله لئن كان فلاعننا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا فقالوا له : نعطيك ما سالت فابعث معنا رجلا امينا فقال : قم يا أبا عبيدة فلما قام قال هذا أمين هذه الامة وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس أن ثمانية من اساقفة اهل نجران قدموا على رسول الله منهم العاقب والسيد فأنزل الله تعالى قل تعالوا الآية فقالوا : أخرنا ثلاثة أيام فذهبوا إلى بني قريظة والنظير وبني قينقاع فاستشاروهم فأشاروا عليهم أن يصالحوه ولا يلاعنوه وقالوا : هو النبي الذي نجده في التوراة فصالحوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على ألف حلة في صفر والف في رجب ودراهم وروى أنهم صالحوه على أن يعطوه في كل عام ألفي حلة وثلاثا وثلاثين درعا وثلاثة وثلاثين وأربعا وثلاثين فرسا .
وأخرج في الدلائل ايضا من طريق الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهم اربعة عشر رجلا من أشرافهم منهم السيد وهو الكبير والعاقب وهو الذي يكون بعده وصاحب رايهم فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : أسلما قالا : أسلمنا قال : ما أسلمتما قالا : بلى قد أسلمنا قبلك قال : كذبتما يمنعكما من الاسلام ثلاث فيكما عبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير وزعمكما ان الله ولدا ونرل إن مثل عيسى الآية فلما قرأها عليهم قالوا : ما نعرف ونزل فمن حاجك الآية فقال لهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ك إن الله تعالى قد امرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم فقالوا : يا ابا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم قال السيد للعاقب : قد والله علمتم أن الرجل نبي مرسل ولئن لا عنتموه أنه لاستئصالكم وما لاعن قوم نبيا قط فبقى كبيرهم ولا نبث صغيرهم فان أنتم لن تتبعوا وابيتم إلا إلف دينكم فوادعوه وارجعوا إلى بلادكم وقد كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن أنا دعوت فامنوا أنتم فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية .
وعن الشعبي فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه : لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تموا على الملاعنة وعن جابر والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الواذي عليهما نارا .
وروى أن أسقف نجران لما رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مقبلا ومعه علي وفاطمة والحسنان Bهم قال يا معشر