داخل في حيز أني و الأكمه هو الذي ولد اعمى أخرجه ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء عنه أنه الممسوح العين الذي لم يشق بصره ولم يخلق له حدقة قيل : ولم يكن في صدر هذه الأمة أكمة بهذا المعنى غير قتادة بن دعامة السدوسي صاحب التفسير وعن مجاهد أنه الذي يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل وعن عكرمة أنه الأعمش أي أخلص الأكمه من الكمه والأبرص وهو الذي به الوضح المعروف وتخصيص هذين الأمرين لأنهما أمران معضلان أعجزا الاطباء وكانوا في غاية الحذاقة مع كثرتهم في زمنه ولهذا أراهم الله تعالى المعجزة من جنس الطب كما أرى قوم موسى عليه السلام المعجزة بالعصا واليد البيضاء حيث كان الغالب عليهم السحر والعرب المعجزة بالقرآن حيث كان الغالب عليهم عصر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم البلاغة والاقتصار على هذين الامرين لا يدل على نفي ما عداهما لقد روى أنه عليه السلام أبرأ أيضا غيرهما وروى عن وهب أنه ربما اجتمع على عيسى عليه السلام من المرضى خمسون ألفا من أطلق منهم أن يبلغه بلغه ومن لم يطق ذلك منهم أتاه عيسى عليه السلام فمشى إليه وكان سداويهم بالدعاء إلى الله تعالى بشرط الايمان وكان دعاؤه الذي يدعو به للمرضى والزمنى والعميان والمجانين وغيرهم اللهم أنت إله من في السماء وإله من في الارض لا إله فيهما غيرك وأنت جبار من في السماء وجبار من في الارض لا جبار فيهما غيرك وأنت ملك من في السماء وملك من في الارض لا ملك فيهما غيرك قدرتك في الارض كقدرتك في السماء وسلطانك فى الارض كسلطانك في السماء أسألك باسمك الكريم ووجهك المنير وملكك القديم إنك على كل شئ قدير : ومن خواص هذا الدعاء كما قال وهب أنه إذا قرئ على الفزع والمجنون وكتب له وسقى منه نفع إن شاء الله تعالى وأحي الموتى بإذنالله عطف على خبر أني وقيد الاحياء بالاذن كما فعل في الاول لانه عظيم يكاد يتوهم منه ألوهية فاعله لأنه ليس من جنس أفعال البشر وكان إحياؤه بالدعاء وكان دعاؤه يا حي ياقيوم وخبر إنه كان إذا أراد أن يحي الموتى صلى ركعتين يقرأ في الأول تبارك الذي بيده الملك وفي الثانية تنزيل السجدة فاذا فرغ مدح الله تعالى وأثنى عليه ثم دعا بسبعة أسماء ياقديم يا خفي يا دائم يا فرد يا وتر يا أحد ياصمد قال البيهقي : ليس بالقوى وقيل : إنه كان إذا أراد أن يحي ميتا ضرب بعصاه الميت أو القبر أو الجمجمة فيحيا باذن الله تعالى ويكلمه ويموت سريعا .
وأخرج محي السنة عن ابن عباس أنه قال : قد أحيا عليه السلام أربعة أنفس عازر وابن العجوز وابنة العاشر وسام بن نوح فأما عازر فكان صديقا له فأرسلت أخته إلى عيسى أن أخاك عازر مات وكان بينه وبين عازر مسيرة ثلاثة أيام فأتاه هو وأصحابه فوجدوه قد مات منذ ثلاثة أيام فقال لاخته : انطلقي بنا إلى قبره فانطلقت معهم إلى قبره فدعا الله تعالى عيسى فقام عازر وودكه يقطر فخرج من قبره وبقي زمانا وولد له .
وأما ابن العجوز فمر به ميتا على عيسى عليه السلام على سرير يحمل فدعا الله تعالى عيسى فجلس على سريره ونزل عن أعناق الرجال ولبس ثيابه وحمل السرير على عنقه ورجع إلى أهله فبقي زمانا وولد له وأما ابنة العاشر فكان أبوها رجلا يأخذ العشور ماتت له بنت بالأمس فدعا الله تعالى واحياها وبقيت زمانا وولد لها .
وأما سام بن نوح فان عيسى عليه السلام جاء إلى قبره فدعى باسم الله تعالى الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه خوفا من قيام الساعة ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان فقال : أقد قامت الساعة