رضى الله تعالى عنهما وقال مجاهد : المحرر الخادم للبيعة وفى رواية عنه الخالص الذى لا يخالطه شئ من أمر الدنيا وقال محمد بن جعفر بن الزبير : أرادت عتيقا خالصا لطاعتك لا أصرفه فى حوائجى وعلى كل هو من الحرية وهى ضربان أن لا يجرى عليه حكم السبى وأن لا تتملكه الاخلاق الرديئة والرذائل الدنيوية .
وانتصابه على الحالية من ما والعامل فيه نذرت وقيل : من الضمير الذى فى الجار والمجرور والعامل فيه حينئذ الاستقرار ولا يخفى رجحان الوجه الاول والحال إما مقدرة أو مصاحبة وجوز أبو حيان أن ينصب على المصدر أى تحريرا لانه بمعنى النذر وتأكيد الجملة للايذان بوفور الرغبة فى مضمونها وتقديم الجار والمجرور لكمال الاعتناء به والتعبير عن الولد بما لإبهام أمره وفصوره عن درجة العقلاء و التقبل أخذ الشئ على وجه الرضا وأصله المقابلة بالجزاء وتقبل هنا بمعنى أقبل إنك أنت السميع لسائر المسموعات فتسمع دعائى العليم .
53 .
- بما كان ويكون فتعلم نيتى وهو تعليل لاستدعاء القبول من حيث ان علمه تعالى بصحة نيتها وإخلاصها مستدع لذلك تفضلا وإحسانا وتأكيد الجملة اغرض قوة يقينها بمضمونها وقصر صفتى السمع والعلم عليه تعالى لغرض اختصاص دعائها وانقطاع حبل رجائها عما عداه سبحانه بالكلية مبالغة فى الضراعة والابتهال قاله شيخ الاسلام وتقديم صفة السمع لان متعلقاتها وإن كانت غر متناهية إلا أنها ليست كمتعلقات صفة العلم فى الكثرة فلما وضعتها الضمير لما ولما علم المتكلم أن مدلولها مؤنث جاز له تأنيث الضمير العائد اليه وإن كان اللفظ مذكرا وأما التأنيث فى قوله تعالى : قالت رب إنى وضعتها أنثى فليس باعتبار العلم بل باعتبار أن كل ضمير وقع بين مذكر ومؤنث هما عبارتان عن مدلول واحد جاز فيه التذكير والتأنيث نحو الكلام يسمى جملة و أنثى حال بمنزلة الخبر فأنث العائد إلى ما نظرا إلى الحال من غير أن يعتبر فيه معنى الانوثة ليلزم اللغو أو باعتبار التأويل بمؤنث لفظى يصلح للمذكر والمؤنث كالنفس والحبلة والنسمة فلا يشكل التأنيث ولا يلغو أنثى بل هى حال مبينة كذا قيل ولا يخلو عن نظر فالحق أن الضمير لما فى بطن والتأنيث فى الاول لما أن المقام يستدعى ظهور أنوثته واعتباره فى حيز الشرط إذ عليه يترتب جواب لما لا على وضع ولد ما والتأنيث فى الثانى للمسارة إلى عرض مادهمها من خيبة الرجاء وانقطاع حبل الامل و أنثى حال مؤكدة من الضمير أو بدل منه وليس الغرض من هذا الكلام الإخبار لانه إما للفائدة أو للازمها وعلم الله تعالى محيط بهمابل لمجرد التحسر والتحزن وقد قال الامام المرزوقى : إنه قد يرد الخبر صورة لأغراض سوى الاخبار كما فى قوله : قومى هم قتلوا أميم أخى فإذا رميت يصيبنى سهمى فان هذا الكلام تحزن وتفجع وليس بإخبار وحاصل المعنى هنا على ما قرر فلما وضعت بنتا تحسرت إلى مولاها وتفجعت إذ خاب منها رجاها وعلى هذا لا إشكال أصلا فى التأنيث ولا فى الجزاء نفسه ولا فى ترتبه على الشرط وما قيل : إنه يحتمل أن يكون فائدة هذا الكلام التحقير للمحرر استجلابا للقبول لانه من تواضع لله تعالى رفعه الله سبحانه فمستحقر من القول بالنسبة إلى ما ذكرنا والتاكيد هنا قيل : للرد على اعتقادها الباطل وربما أنه يعود إلى الاعتناء والمبالغة فى التحسر الذى قصدته والرمز إلى أنه صادر عن قلب كسير وفؤاد