فصل الخطاب فعلى المفهوم مناللسان بالحساب القمرى أن ليلة الاحد سلخ الله تعالى منها نهار الاربعاء وسلخ من ليلة الاثنين نهار الخميس ومن ليلة الثلاثاء نهار الجمعة ومن ليلة الاربعاء نهار السبت ومن ليلة الخميس نهار الاحد ومن ليلة الجمعة نهار الاثنين ومن ليلة السبت نهار الثلاثاء فجعل سبحانه بين كل ليلة ونهارها المسلوخ منها ثلاث ليال وثلاث نهارات فكانت ستة وهى نشأتك ذات الجهات فالليالى منها للتحت والشمال والخلف والنهارات منها للفوق واليمين والامام فلا يكون الانسان نهارا ونورا تشرق شمسه وتشرق به ارضه حتى ينسلخ من ليل شهوته ولا يقبل على من لا يقبل الجهات حتى يبعد عن جهات هيكله وإنما نسبوا هذه النسبة من جهة الاشتراك فى الشأن الظاهر لستر الحكمة الالهية على يد الموكلين بالساعات وفى اليوم الايلاجى الشانى يعتبرون ليلا ونهارا أيضا وهو عندهم أربع وعشرون ساعة قد اتحد فيها الشأن فلم ينبعث فيها إلا معنى واحد ويتنوع فى الموجودات بحسب استعداداتها ولهذا قال سبحانه : كل يوم هو فى شأن ولم يقل فى شؤون وتنوينه للتعظيم الظاهر باختلاف القوابل وتكثير الأشخاص فإذا ساعات ذلك اليوم تحت حكم واحد ونظر وآل واحد قد ولاء من لا يكون فى ماكه إلا ما يشاء وتولاه وخصه بتلك الحركة وجعله اميرا فى ذلك والمتصرف الحقيقى هو الله تعالى لا هو من حيث هو فاليوم الشأنى ما كانت ساعاته كلها سواء ومتى اختلت فليس بيوم واحد ولا يوجد هذا فى أيام التكوير وكذا فى ايام السلخ إلا قليلا فطلبنا ذلك فى الأيام الإيلاجية فوجدناه مستوفى فيه وقد أرسل سبحانه آية الايلاج ولم يقل : يولج الليل الذى صبيحته الأحد فى الأحد ولا النهار الذى مساؤه ليلة الاثنين فى الاثنين فإذا لا يلتزم أن ليلة الأحد هى ليلة الكور ولا ليلة السلخ وإنما يطلب وحدانية اليوم من أجل احدية الشأن فلا ينظر إلا إلى اتحاد الساعات والحاكم المولى من قبل المولى الأحد الايلاجى مركبة من الساعة الأولى من ليلة الخميس والثانية منها والثالثة من يوم الخميس والعاشرة منها والخامسة من ليلة الجمعة والثانية عشرة منها والسابعة من يوم الجمعة والثامنة من ليلة السبت والتاسعة منها والرابعة من يون السبت والحادية عشرة منه والسادسة من ليلة الأحد فهذه ساعات ليله .
وأما ساعات نهاره من ايام التكوير فالأولى من يوم الأحد والثامنة والثالثة من يوم الاثنين والعاشرة منه والخامسة من يوم الاثنين والثانية عشرة منه والسابعة من ليلة الثلاثاء والثانية من يوم الثلاثاء والتسعة منه والرابعة من ليلة الأربعاء والحادية عشرة منها والسادسة من يوم الأربعاء فهذه اربعة وعشرون ساعة ظاهرة كالشمس ليوم الأحد الايلاجى الشانى كلها كنفس واحدة لأنها من معدن واحد وهكذا تقول فى سائر الأيام حتى تكمل سبعة ايام متميزة بعضها من بعض مولجه بعضها فى بعض نهارها في ليلها وليلها فى نهاره لحكمة التوالد والتناسل وذلك كسريان الحكم الواحد فى الأيام ويظهر ذلك من ايام التكوير .
وقد ذكر مولانا الشيخ الأكبر قدس سره الشأن فى كل يوم فى رسالته المسماة بالشأن الالهى ولعلى إن شاء الله تعالى أذكر ذلك عند قوله تعالى : كل يوم هو فى شأن وهذه الأيام ايضا غير يوم المثل وهو عمر الدنيا ويوم الرب ويوم المعارج ويوم القمر ويوم الشمس ويوم زحل ويوم الحمل ولكل كوكب من السيارات والبروج يوم وقد ذكر كل ذلك فى الفتوحات وإنما تعرضنا لهذا المقدار وإن كان الاستقصاء فى بيان مشرب القوم ليس بدعا فى هذا الكتاب تعليما لبعض طلبة العلم ما الليل والنهار إذ قد ظنوا لحهلهم بسبب بحث جرى بنا الظنون وفى هذا كفاية لمن القى السمع وهو شهيد فحمدا لك اللهم على ما علمت ولك الشكر على ما أنعمت