أحكم بكتابكم فأنكروا الرجم فجئ بالتوراة فوضع حبرهم ابن صوريا يده على آية الرجم فقال عبدالله بن سلام جاوزها يا رسول الله فأظهرها فرجما فغضبت اليهود فنزلت وهو المروى عن ابن جريج وحكى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنه أيضا وذهب الحسن وقتادة إلى أن المراد بكتاب الله تعالى القرآن دعوا اليه لأن ما فيه موافق لما فى التوراة من أصول الديانة وأركانه الشريعة والصفة التى تقدمت البشارة بها أو لأنهم لا يشكون فى أنه كتاب الله تعالى المنزل على خاتم رسله ليحكم بينهم قيل : أى ليفصل الحق من الباطلل بين الذين أوتوا وهم اليهود وبين الداعى لهم وهو النبى صلى الله تعالى عليه وسلم فى أمر إبراهيم عليه السلام أو فى حكم الرجم أو فى شأن الإسلام أو بين من أسلم منهم ومن لم يسلم حيث وقع بينهم اختلاف فى الدين الحق وعلى هذا وهو المرضى عند البعض وإن لم يوافق سبب النزول وربما أحوج إلى ارتكاب مجاز فى مرجع الضمير لا يتعين أن يكون الداعى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقرئ ليحكم على البناء للمفعول ونسب ذلك إلى أبى حنيفة ثم يتولى فريق منهم عطف على يدعون و ثم للتراخى الرتبى وفيه استبعاد توليهم بعد علمهم بوجوب الرجوع إليه و منهم صفة لفريق ولعل المراد بهذا الفريق أكثرهم علما ليعلم تولى سائرهم من باب الأولى قيل : وهذا سبب العدول عن ثم يتولون وقيل : الذين لم يسلموا ووجه العدول عليه ظاهر فتدبر وهم معرضون .
22 .
- جوز أن يكون صفة معطوفة على الصفة قبلها قالواو للعطف وأن تكون فى محل نصب على الحال من الضمير المستكن فى منهم أو من فريق لتخصيصة بالصفة فالواو حينئذ للحال وهى إما مؤكدة لأن التولى والاعراض بمعنى وإما مبينة لاختلاف متعلقيهما بناءا على ما قيل : إن التولى عن الداعى والاعراض عن المدعو إليه أو التولى بالبدن والاعراض بالقلب أو الأول كان من العلماء .
والثانى من أتباعهم وجوز أن لا يكون لها محل من الاعراب بأن تكون تذييلا أو معترضة والمراد وهم قوم ديىنهم الاعراض وبعضهم فسر الجملة بهذا مع اعتبار الحالية ولعله رأى أنه لا يمنع عنها ذلك أى المذكور من التولى والاعراض وهو مبتدأ خبره قوله تعالى : بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا اياما معدودت أى حاصل لهم بسبب هذا القول الذى رسخ اعتقادهم له وهونوا به الخطوب ولم يبالوا معه بارتكاب المعاصى والذنوب والمراد بالأيام المعدودات أيام عبادتهم العجل وجاء هنا معدودات بصيغة الجمع دون ما فى البقرة فإنه معدودة بصيغة المفرد تفننا فى التعبير وذلك لأن جمع التكسير لغيرالعاقل يجوز أن يعامل معاملة الواحدة المؤنثة تارة ومعاملة جمع الإناث أخرى فيقال : هذه جبال راسية وإن شئت قلت راسيات وجمال ماشية وإن شئت ما شيات وخص الجمع هنا لما فيه من الدلالة على القلة كموصوفه وذلك اليق بمقام التعجيب والتشنيع وغرهم فى دينهم أى أطمعهم فى غير مطمع وخدعهم ما كانوا يفترون .
42 .
- أى افتراؤهم وكذبهم أو الذى كانوا يفترونه من قولهم : لن تمسنا النار الخ قاله مجاهد أو من قولهم : نحن أبناء الله وأحباؤه قاله قتادة أو مما يشمل ذلك ونحوه من قولهم : إن آباءنا الأنبياء يشفعون لنا وإن الله تعالى وعد يعقوب أن لا يعذب ابناءه إلا تحلة القسم والظرف متعلق بما عنده أو بيفترون واعترضه الخطيب بأن ما بعد الموصول لا يعمل فيما قبله وأجيب بالتوسع فكيف استعظام وتهويل وهدم لما استندوا إليه وكلمة الاستفهام