فى موضع نصب على الحال والعامل فيه محذوف أى كيف تكون حالهم أو كيف يصنعون أو كيف يكونون وجوز أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف أى كيف حالهم وقوله تعالى : إذا جمعناهم ظرف محض من غير تضمين شرط والعامل فيه العامل فى كيف إن قدر أنها منصوبة بفعل مقدر وإن قلنا : إنها خبر لمبتدأ مضمر كان العامل فى إذا ذلك المقدر اى كيف حالهم فى وقت جمعهم ليوم أى فى يوم أو لجزاء يوم .
لا ريب فيه أى فى وقوعه ووقوع ما فيه روى أنه أول راية ترفع لأهل الموقف من رايات الكفار راية اليهود فيفضحهم الله تعالى على رءوس الاشهاد ثم يأمر بهم إلى النار ووفيت كل نفس ما كسبت أى ما عملت من خير أو شر والمراد جزاء ذلك إلا أنه أقيم المكسوب مقام جزائه إيذانا بكمال الاتصال والتلازم بينهما حتى كأنهما شئ واحد وهم لا يظلمون .
52 .
- شيئا فلا ينقصون من ثوابهم ولا يزادون فى عذابهم بل يعطى كل منهم مقدار ما كسبه والضمير راجع إلى كل إنسان المشعر به كل نفس وكل يجوز مراعاة معناه فيجمع ضميره ووجه التذكير ظاهر قل اللهم ملك الملك تأكيد لما تشعر به الآية السابقة من مزيد عظمته تعالى وعظيم قدرته وفيه أيضا إفحام لمن كذب النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ورد عليه لا سيما المنافقين الذين هم أسوأ حالا من اليهود والنصارى وبشارة له صلى الله تعالى عليه وسلم بالعلبة الحسية على من خالفه كغلبته بالحجة على من جادله وبهذا تنتظم هذه الآية الكريمة بما قبلها .
روى الواحدى عن ابن عباس وأنس بن مالك أنه افتتح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مكة وعد أمته ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود : هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع من ذلك ألم يكف محمدا مكة والمدينة حتى يطمع فى ملك فارس والروم ! ! فأنزل الله تعالى هذه الآية .
وروى أبو الحسن الثعالبى عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف قال : حدثنى أبى عن أبيه قال : خط رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الخندق عام الاحزاب ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعا قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسليمان الفارسى وحذيفة والنعمان بن مقرن المزنى وستة من الانصار فى أربعين ذراعا فخفرنا فأخرج الله تعالى من بطن الخندق صخرة مدورة كسرت حديدنا وشقت علينا فقلنا : يا سلمان إرق إلى رسول الله صاى الله تعالى عليه وسلم وأخبره خبر هذه الصخرة فإما أن نعدل عنها أو يأمرنا فيها بأمره فإنا لا نحب أن نجاوز خطه قال : فرقى سلمان إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وهو ضارب عليه قبة تركية فقال : يارسول الله خرجت صخرة بيضاء مدورة من بطن الخندق وكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحتك فيها قليل ولا كثير فمرنا بأمر فإنا لا نحب أن نجاوز خطك فهبط رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مع سلمان الخندق والتسعة على شفير الخندق فأخذ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم المعول من سلمان فضربها ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها حتى لكأن مصباحا فى جوف بيت مظلم وكبر رسول الله تكبير فتح فكبر المسلمون ثم ضربها الثانية فبرق منها برق اضاء ما بين لابتيها حتى لكأن مصباحا فى جوف بيت مظلم وكبر تكبير فتح وكبر المسلمون ثم ضربها عليه الصلاة السلام لثالثة فكسرها وبرق منها برق كذلك فكبر تكبير فتح وكبر المسلمون وأخذ بيد سلمان ورقى فقال : سلمان بأبى أنت وامى يا رسول الله لقد رأيت شيئا