اليها فهو اسم من أسمائه تعالى وأما م فهى إشارة إلى الذات مع جميع الصفات والافعال التىاحتجبت بها فى الصورة المحمدية التى هى اسم الله تعالى الاعظم بحيث لا يعرفها إلا من يعرفها ألا ترى أن أ التى هى لصورة الذات كيف احتجبت فيها فإن الميم فيها الياء وفى الياء ألف ولتضمن ألم الاشارة إلى مراتب الوجود والحقيقة المحمدية ناسب أن تفتتح بها هذه الآيات المتضمنة للرد على النصارى الذين أخطأوا فى التوحيد ولم يعرفوه على وجهه ولهذا أردفه سبحانه بقوله : الله لا إله إلا هو إذ لا موجود فى سائر العوالم حقيقة إلا هو إذ لا أحد اغير من الله تعالى جل جلاله الحى أى المتصف بالحياة الكاملة على وجه يليق بذاته القيوم القائم بتدبير الاعيان الثابتة بظهوره فيها حسب استعدادها الازلى الغير المجعول نزل عليك الكتاب وهو العلم المفيد لمقام الجمع وهو التوحيد الذى تفنى فيه الكثرة ولا يشاهد فيه التعدد نتلبسا بالحق وهو الثابت الذى لا يعتريه تغير فى ذاته مصدقا لما بين يديه من التوحيد الاول الازلى السابق العلوم فى العهد الاول المخزون فى غيب الاستعداد وأنزل التوراة والانجيل من قبل هدى للناس إلى معالم التوحيد وأنزل الفرقان وهو التوحيد التفصيلى الذى هو الحق باعتبار الفرق وهو منشأ الاستقامة ومبدأ لبدعوة إن الذين كفروا أى احتجبوا عن هذين التوحيدين بالمظاهر والاكوان ورؤية الاغيار ولم يؤمنوا بآيات الله تعالى الدالة على أ ن له سبحانه رتبة الاطلاق وله الظهور والتجلى بما شاء لهم عذاب شديد فى البعد والحرمان عن حظائر العرفان والله عزيز قاهر ذو انتقام شديد بمقتضى صفاته الجلالية وهو الذى يصوركم فى ارحام الوجود كيف يشاء لأنكم المظاهر لاسمائه والمجلى لذاته لا إله فى الوجود إلا هو العريز القاهر للاعيان الثابتة فلا تشم رائحة الوجود بنفسها ابدا الحكيم الذى يظهرها بوجوده الحق ويتجلى بها حسبما تقتضيه الحكمة هو الذى أنزل عليك الكتاب متنوعا فى الظهور منه آيات محكمات أحكمت من أن يتطرق اليها الاحتمال والاشتباه فلا تحتمل إلا معنى واحدا هن أم الكتاب والاصل وأخر متشابهات تحتمل معنيين فأن كثر ويقع فيها الاشتباه وذلك أن الحق تعالى له وجه واحد وهو المطلق الباقى بعد فناء خلقه لا يحتمل التكثر من ذلك الوجه وله وجوه متكثرة بحسب المرايا والمظاهر بها يقع الاشتباه فورد التنزيل كذلك فأما الذين فى قلوبهم زيغ أى ميل عن الحق فيتبعون ما تشابه لا حتجابهم بالكثرة عن الوحدة وما يعلم تأويله الذى يرجع اليه إلا الله ويعلمه الراسخون فى العلم الذين لم يحتجبوا بأحد الأمرين عن الآخر بعلمه الذى منحوه بواسطة قرب النوافل لا بالعلم الفكرى الحاصل بواسطة الأقيسة المنطقية وبهذا يحصل الجمع بين الوقف على إلا الله والوقف على الراسخون وما يذكر بذلك العلم الواحد المفصل فى التفاصيل المتشابهة التكثرة إلا أولو الالباب الذين صفت عقولهم بنور الهداية وتجردت عن قشر الهوى والعادة ربنا لا تزغ قلوبنا بالنظر إلى الاكوان والاحتجاب بها عن مكونها بعد إذ هديتنا بنورك إلى صراطك المستقيم ومشاهدتك فى مراتب الوجود والمرايا النتعددة وهب لنا من لدنك رحمة خاصة تمحو صفاتنا بصفاتك وظلماتنا بأنوارك إتك أنت الوهاب المعطى للقوابل حسب القابليات ربنا إنك جامع الناس على اختلاف مراتبهم ليوم لا ريب فيه وهو يوم الجمع الذى هو الوصول إلى مقام الوحدة عند كشف الفطا وطلوع شمس العيان إن الله لا يخلف الميعاد لتظهر صفاته الجمالية والجلالية ولذلك خلق الخلق وتجلى للاعيان فأظهرها كيف شاء هذا ثم لما بين سبحانه الدين الحق والتوحيد وذكر أحوال الكتب الناطقة به