معاينة القلوب منا حملته على الذين من قبلنا من المحتجين بظواهر الافعال أو بواطن الصفات ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به من ثقل الهجران والحرمان عن وصالك ومشاهدة جمالك بحجب جلالك واعف عنا سيآت أفعالنا وصفاتنا فانها سيآت حجبتنا عنك وحرمتنا برد وصلك ولذة رضوانك واغفر لنا ذنوب وجودنا فانه أكبر الكبائر وارحمنا بالوجود الموهوب بعد الفناء أنت مولانا أى سيدنا ومتولى أمورنا لأنا مظاهرك وآثار قدرتك فانصرنا على القوم الكافرين من قوى نفوسنا الامارة وصفاتها وجنود شياطين أوهامنا المحجوبين عنك الحاجبين إيانا لكفرهم وظلمتهم هذا وقد أخرج مسلم والترمذى من حدث ابن عباس لما نزلت هذه الآية فقرأها صلى الله تعالى عليه وسلم قيل له عقيب كل كلمة قد فعلت وأخرج ابو سعيد ولبيهقى عن الضحاك أن جبريل لما جاء بهذه الآية ومعه ما شاء الله تعالى من الملائكة وقرأها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال له بعد كل كلمة لك ذلك حتى فرع منها وأخرج ابو عبيد عن أبى ميسرة أن جبريل لقن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند خاتمة البقرة آمين وأخرج الائمة الستة فى كتبهم عن ابن مسعود عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قال : من قرأ الأيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه وأخرج الطبرانى بسند جيد عن شداد بن أوس قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بالفى عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقران فى دار ثلاث ليال فيقربها شيطان وأخرج ابن عدى عن ابن مسعود الانصارى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : أنزل الله تعالى آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفى عام من قرأهما بعد العشاء الاخرة اجزأتاه عن قيام الليل وأخرج الحاكم وصححه والبيهقى فى الشعب عن أبى ذرأن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذى تحت العرش فتعلموهما وعلموهما نساءكم وأبناءكم فانهما صلاة وقرآن ودعاء وفى رواية أبى عبيد عن محمد بن المنكدر أنهن قرآن وأنهن دعاء وأنهن يدخلن الجنة وأنهن يرضين الرحمن وأخرج مسدد عن عمر رضى الله تعالى عنه والدارمى عن على كرم الله تعالى وجهه كلاهما قال : ما كنت أرى أحدا يعقل ينام حتى يقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة .
والآثار فى فضلها كثيرة وفيما ذكرنا كفاية لمن وقفه الله تعالى .
اللهم اجعل لنا من إجابة هذه الدعوات أوفر نصيب ووفقنا للعمل الصالح ولقول المصيب واجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء اسماعنا ونزهة أرواحنا ويسر لنا إتمام ما قصدناه ولا تجعل لنا مانعا عما بتوفيقك أردناه وصل وسلم على خليفتك الاعظم وكنزك المطلسم وعلى آله الواقفين على أسارا كتابك وأصحابه الفائزين بحكم خطابك ما ارتاحت روح وحصل لقارع باب جودك فتوح