ومعلنين أو على أنهما حالان من ضمير ألإنفاق على مذهب سيبويه أو نعتان لمصدر محذوف أي إنفاقا سرا والباء بمعنى في واختلف فيمن نزلت فأخرج عبدالرزاق وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها نزلت في على كرم الله تعالى وجهه كانت له اربعة دراهم فانفق الليل درهما وبالنهار درهما وسرا درهما وعلانية درهما وفى رواية الكلبى فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ما حملك على هذا قال حملنى أن استوجب على الله تعالى الذي وعدنى فقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : ألا إن ذلك لك .
وأخرج ابن المنذر عن ابن المسيب أن الآية كلها في عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف غى نفقتهم في جيش العسرة وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم والواحدى من طريق حسن بن عبدلله الصنعانى أنه سمع ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول في هذه الآية : الذين ينفقون الخ هم الذين يعلفون الخيل في سبيل الله تعالى وهو قول أبى أمامة وأبى الدرداء ومكحول وألأوزاعى ورباح بن يزيد ولا يأبى ذلك ذكر السر والعلانية كما لا يخفى وقال بعضهم : إنها نزلت في ابى بكر الصديق رضي الله تعالى عنه تصديق باربعين الف دينار عشرة بالليل وعشرة بالنهار وعشرة بالسر وعشرة بالعلانية وتعقبه ألأمام السيوطى بأن حديث تصدقه بأربعين ألف دينار رواه ابن عساكر في تاريخه عن عائشة رضي الله تعالى عنها وخبر إن الآية نزلت فيه لم أقف عليه وكأن من إدعى ذلك فهمه مما أخرجه ابن المنذر عن ابن إسحق قال : لما قبض أبو بكر رضي الله تعالى عنه واستحلف عمر خطب الناس فحمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إن بعض الطمع فقر وإن بعض اليأس غنى وإنكم تجمعون ما لا تأكلون وتؤملون ما لا تدركون واعلموا أن بعضا من الشح شعبة من النفاق فانفقوا خيرا لأنفسكم فأين أصحاب هذه الآية وقرأ الآية الكريمة وأنت تعلم أنها دلالة فيها على المدعى فلهم أجرهم المخبوء لهم في خزائن الفضل عند ربهم والفاء راخلة في حين الموصول للدلالة على سببية ما قبلها وقيل : للعطف والخبر محذوف أي ومنهم الذين الخ ولذلك جوز الوقف على علانية ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
274 - تقدم تفسيره والإشارة في الآيات ظاهرة .
الذين يأكلون الربوا أي يأخذونه فيعم سائر أنواع الانتفاع والتعبير عنه بالأكل لأنه معظم ما قصد به والربا في الأصل الزيادة من قولهم : ربا الشئ يربو إذا زاد وفى الشرع عبارة عن فضل مال لا يقابله عوض في معارضة مال بمال وإنما بكتب بالواو كالصلاة للتفخيم على لغة من يفخم وزيدت الألف بعدها تشبيها بواو الجمع فصار اللفظ به على طبق المعنى في كون كل منهما مشتملا على زيادة غير مستحقة فأخذ لفظ الربا الحرف الزائد وهو الألف بسبب اللفظ الذي يشابهه وهو واو الجمع حيث زيدت فيه الألف كما يأخذ معنى لفظ الربا بشابهته معنى لفظ البيع لإشتمال المعنيين على معارضة المال بالمال بالرضا وإن كان أحد العوضين أزيد وقيل : الكتابة بالواو والألف لأن للفظ نصيبا منهما وإنما لم تكتب الصلاة والزكاة بهما لئلا يكون في مظنة الإلتباس بالجمع وقال الفراء : إنهم تعلموا الخط من أهل الحيرة وهم نبط لغتهم ربوا بواو ساكنة فكتب كذلك وهذا مذهب البصريين وأجاز الكوفيون كتابته وكذا نثنيته بالياء لأجل الكسرة التى في أوله قال أبو البقاء : وهو خطأ عندنا لايقومون أي يوم القيامة وبه قرئ كما في الدر المنثور