وهناك ما يستضيء به أهلها سابحا في فلك بحر قدرة الله D ونسبة كل أرض إلى سمائها نسبة الحلقة إلى الفلاة وكذا نسبة السماء إلى السماء التي فوقها ويمكن أن تكون الأرضون وكذا السماوات أكثر من سبع والأقتصار على العدد المذكور الذي هو عدد تام لا يستدعي نفي الزائد صرحوا بأن العدد لا مفهوم له والسماء الدنيا منتهى دائرة يتحرك فيها أعلى كوكب من السيارات وبينها وبين هذه الأرض بعد بعيد .
وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : خمسمائة عام من باب التقريب للأفهام ويقرب الأمر إذا اعتبر ذلك بالنسبة إلى الراكب المجد كما وقع في كثير من أخبار فيها تقدير مسافة وقوله E في السماء الدنيا : موج مكفوف يمكن أن يكون من التشبيه البليغ في اللطافة ونحوها أو هو على حقيقته والتنوين فيه للنوعية حتى يقوم الدليل العقلي الصحيح على امتناعها وتزيين هذه السماء بالكواكب لظهورها فيها على ما يشاهد فلا يضر في ذلك كونها كلا أو بعضا فوقها أو تحتها ولم يقم دليل على أن شيئامن الكواكبمغروز في شيء من السماوات كالفص في الخاتم والمسمار في اللوح بل في بعض الأخبار ما يدل على خلافه نعم أكثر الأخبار في أمر السماوات والأرض والكواكب لا يعول عليها كما أشار إليه النسفي في بحرالكلام وكذاما قاله قدماءأهل الهيئة ومحدثوهم وفي كل مما ذهب الفريقان إليه ما يوافق أصولنا وما يخالفهوما شريعتنا ساكتة عنه لم تتعرض له بنفي أو إثبات وحيث كان من أصولناأنه متى عارض الدليل العقليالدليل السمعي وجب تأويل الدليل السمعي للديل العقلي لأنه أصلهولو أبطل به لزم بطلانه نفسه فالأمرسهل لأن باب التأويل أوسع منفلك الثوابت ولا أرىبأسا في ارتكاب تأويل بعض الظواهر المستبعدةبما لا يستبعد وإن لم يصل الأستبعاد إلى حد الأمتناع إذا تضمن ذلك مصلحة دينية ولم يستلزم مصادمة معلوم من الدين بالضرورة وقد يلتزم الإبقاء على الظاهر وتفويض الأمر إلى قدرة الله تعالى التي لا يتعاصاها شيء رعاية لأذهان العوام المقيدين بالظواهر يعدون الخروج عنها لا سيما إلى ما يوافق الحكمة الجديدة ضلالا محضا وكفرا صرفا ورحم الله عالى امرءاجب الغيبة عن نفسه .
وقد أخرجعبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير من طريق مجاهد عن ابن عباس في هذه الآية قال : لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم بتكذيبكم بها وبالجملة منصدق بسعة ملك الله تعالى وعظيم قدرتهD لا ينبغي أن يتوقف عن وجود سبع أرضين على الوجه الذي قدمناه ويحمل السبع على الأقاليم أوعلى الطبقات المعدنيةوالطينية ونحوهما مما تقدم وليس في ذلك ما يصادم ضروريا من الدين أو يخالف قطعيا من أدلة المسلمين ولعل القول بذلك التعدد هو المتبادر من الآية وتقتضيه الأخبار ومع هذا هوليس من ضروريات الدين فلا يكفر منكره أو المتردد فيه لكن لا أرى ذلك إلا عن جهل بما هو الأليق بالقدرة والأحرى بالعظمة والله عالى الموفق للصواب .
يتنزل الأمر بينهن أي يجري أمر الله تعالى وقضاؤه وقدره D بينهن وينفذ ملكه فيهنوأخرج ابن المنذر وغيره عن قتادة قال : في كل سماء وفي كل أرض خلق من خلقه تعالى وأمر من أمره وقضاء من قضائه D وقيل : يتنزل المر بينهن بحياة وموت وغنى وفقر وقيل : هو ما يدبره سبحانه فيهنمن عجيب تدبيره جل شأنه وقال مقاتل وغيره : الأمر هنا الوحي و بينهن إشارة إلى بين هذه الأرض التي هي أدناها وبين السماء السابعة والأكثرون على أنه القضاء والقدر كما سبق وأن بينهن إشارة