دلالة على الموضع والمكان والأزواج الثلاثة في أول الأمر يتميز بعضهم عن بعض ويتفرقون بالمكان فلذا جيء أولا بلفظ يدل على المكان وفيما بعد يكون التميز والتفرق بأمر فيهم فلذا يؤت بذلك اللفظ ثانيا والسدر شجر النبق والمخضود الذي خضد أي قطع شوكه أخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أمامة قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقولون إن الله تعالى ينفعنا بالأعراب ومسائلهم أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله لقد ذكر الله تعالى في القرآن شجرة مؤذية وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها قال : وما هي قال : السدر فإن له شوكا فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : أليس الله يقول : في سدر مخضود خضد الله شوكه فجعل مكان كل شوكة ثمرة وأن الثمرة من ثمره تفتق عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيها لون يشبه الآخر .
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وقتادة وعكرمة والضحاك أنه الموقر حملا على أنه من خضد الغصن إذا ثناه وهو رطب فمخضود مثني الأغصان كني به عن كثير الحمل .
وقد أخرج ابن المنذر عن يزيد الرقاشي أن أعظم من القلال والظرفية مجازية للمبالغة في تمكنهم من التنعم والأنتفاع بما ذكر وطلح منضود قد نضد حمله من أسفله إلى أعلاه ليست له ساق بارزة وهو شجر الموز كما أخرج ذلك عبد الرزاق وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن علي كرم الله تعالى وجهه وأخرده جماعة من طرق عن ابن عباس رواه ابن المنذر عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وعبد بن حميد عن الحسن ومجاهد وقتادة وعن الحسن أنه قال : ليس بالموز ولكنه شجر ظله بارد رطب وقال السدي : شجر يشبه طلح الدنيا ولكن له ثمر أحلى من العسل وقيل : هو شجر من عظام العضاه وقيل : شجر أم غيلان وله نوار كثير طيب الرائحة وظل ممدود ممتد منبسط لا يتقلص ولا يتفاوت كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس وظاهر الآثار يقتضي أنه ظل الأشجار .
أخرج أحمد والبخري ومسلم والترمذي وابن ماجة وغيرهم عن أبي هريرة عن النبي A قال : إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها اقرؤوا إن شئتم وظل ممدود .
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي سعيد قال : قال رسول الله A : في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عامة لا يقطعها وذلك الظل الممدود .
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها ما يسير الراكب في كل نواحيها مائة عام يخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله تعالى ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا وعن مجاهد أنه قال : هذا الظل من سدرها وطلحها وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمرو بن ميمون أنه قال : الظل الممدود مسيرة سبعين ألف سنة وماء مسكوب قال سفيان وغيره : جار من غير أخاديد وقيل : مناسب حيث شاءوا لا يحتاجون فيه إلى سانية ولا رشاء وذكر هذه الأشياء لما أن كثيرا من المؤمنين لبداوتهم تمنواها أخرج عبد بن حميد وابن جرير والبيهقي عن مجاهد قال : كاننوا يعجبون بوج وظلاله من طلحه وسدره فأنزل الله تعالى : وأصحا اليمين ما أصحاب اليمين في سدر مخضود الخ وفي رواية عن الضحاك نظر السلمون إلى وج فأغجبهم سدره وقالوا : يا ليت لنا مثل هذا فنزلت هذه الآية